ج ٦، ص : ٤٠٧
أبقت لحما على عظم الا ألقته على أعقابهم وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (١٠٤) الجملة حال من الضمير المجرور المضاف إليه والكلوح تقلص الشفتين عن أسنان أخرج الترمذي وصححه عن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله تعالى وَهُمْ فِيها كالِحُونَ قال تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخى شفته السفلى حتى تضرب س رته - وأخرج هناد عن أبى مسعود في قوله تعالى وَهُمْ فِيها كالِحُونَ قال مثل الرأس النضيج بدت أسنانهم وتقلصت شفاههم.
أَلَمْ تَكُنْ تقديره يقال لهم توبيخا وتذكيرا عما استحقوا العذاب لاجله ا لم تكن آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٠٥).
قالُوا في جواب ذلك رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا قرأ الجمهور بكسر الشين وسكون القاف وقرا حمزة والكسائي شقاوتنا بفتح الشين والقاف والف بعدها وهما لغتان يعنى ملكتنا شقاوتنا حتى صارت أحوالنا مؤدية إلى سوء العاقبة وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (١٠٦) عن الحق.
رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها أى من النار فَإِنْ عُدْنا إلى التكذيب فَإِنَّا ظالِمُونَ (١٠٧) لانفسنا فحينئذ لا تخلصنا من العذاب بعد ذلك -.
قالَ اللّه سبحانه في جوابهم اخْسَؤُا فِيها أى اسكتوا سكوت هو ان فانها ليست مقام السؤال وابعدوا - فى القاموس خسا الكلب بالنصب كمنع أى طرده خساء وخسوءا وخسا الكلب بالرفع أى بعد كانخسا فهو لازم ومتعد وَلا تُكَلِّمُونِ (١٠٨) قرأ يعقوب بالياء وصلا ووقفا والباقون بلا ياء - يعنى لا تكلمونى في رفع العذاب فانى لا ارفعه منكم فحينئذ يئسوا عن الفرج - أو لا تكلمونى مطلقا - قال الحسن هذا اخر كلام يتكلم به أهل النار ثم لا يتكلمون بعدها الّا الشهيق والزفير ويكون لهم عواء كعواء الكلب لا يفهمون ولا يفهمون - وقال القرطبي - إذا قيل لهم اخسئوا فيها ولا تكلّمون انقطع رجاؤهم واقبل بعضهم ينبح في وجه بعض وأطبقت عليهم أخرج هناد والطبراني وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي وعبد اللّه بن أحمد في