ج ٦، ص : ٤٣٠
فى القبل من غير الملك واما الوطي في الدبر رجلا كان المفعول به أو امراة فليس بزنى لغة ولا شرعا وقد ذكرنا اختلاف العلماء في حد اللواطة في سورة النساء في تفسير قوله تعالى وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فمن وطى زوجته الحائض أو الصائمة أو المحرمة أو أمته قبل الاستبراء أو الامة المشتركة بينه وبين غيره أو الامة المشركة أو المنكوحة لغيره أو الامة المحرّمة برضاع لا يكون زنى ولا يوجب الحدّ لوجود الملك لكنه يأثم - وشبه الملك ملحق بالملك شرعا يسقط به الحد عند الائمة الاربعة وجمهور العلماء - خلافا للظاهرية لقوله صلى اللّه عليه وسلم ادرءوا الحدود بالشبهات وهو في مسند أبى حنيفة عن مقسم عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ادرءوا الحدود بالشبهات - وروى الترمذي والحاكم والبيهقي من طريق الزهري عن عروة عن عائشة بلفظ ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فإذا كان له مخرج فخلوا سبيله فان الامام ان يخطئى في العفو خير من ان يخطئى في العقوبة - وفي اسناده يزيد بن زياد الدمشقي وهو ضعيف وقد قال فيه البخاري منكر الحديث وقال النسائي متروك ورواه وكيع عنه موقوفا وهو أصح قاله الترمذي قال وقد روى عن غير واحد من الصحابة انهم قالوا ذلك وقال البيهقي في السنن رواية وكيع اقرب للصواب. قال ورواه رشدين عن عقيل عن الزهري ورشدين ضعيف أيضا وروينا عن على مرفوعا ادرءوا الحدود بالشبهات ولا ينبغى...
للامام ان يعطل الحدود وفيه المختار بن نافع وهو منكر الحديث قاله البخاري وأصح ما فيه حديث سفيان الثوري عن عاصم عن أبى وائل عن عبد اللّه بن مسعود قال ادرءوا الحدود بالشبهات ادفعوا القتل عن المسلمين ما استطعتم رواه ابن أبى شيبة وروى عن عقبة بن عامر ومعاذ أيضا موقوفا رواه ابن أبى شيبة وروى منقطعا وموقوفا على عمر ورواه ابن حزم في كتاب الإيصال من حديث عمر موقوفا عليه بإسناد صحيح وأسند ابن أبى شيبة من طريق ابراهيم النخعي عن عمر