ج ٦، ص : ٤٥٣
وأخرج أحمد عن عكرمة عن ابن عباس انه لما نزلت وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار هكذا نزلت يا رسول اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا معشر الأنصار الا تسمعون ما يقول سيدكم قالوا يا رسول اللّه لا تلمه فانه رجل غيور واللّه ما تزوج امراة قط الا بكرا ولا طلق امراة له فاجتر ارجل منّا ان يتزوجها من شدة غيرته قال سعد يا رسول اللّه بابى أنت وأمي واللّه انى لا عرف انها حق وانها من اللّه ولكنى تعجبت انى لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن لى ان أهيجه ولا أحركه حتى اتى باربعة شهداء فو اللّه لا اتى بهم حتى يقضى حاجته - قال فما لبثوا الا يسيرا حتى جاء هلال بن امية رو هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فجاء من ارضه عشاء فوجد عند اهله رجلا فرأى بعينيه وسمع بأذنيه فلم يهيجه حتى أصبح فغدا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال يا رسول اللّه انى جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا فرايت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه واجتمعت الأنصار فقالوا قد ابتلينا بما قال سعد بن عبادة الان يضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هلال بن امية ويبطل شهادته في الناس فقال هلال واللّه انى لارجو ان يجعل اللّه لى منهما مخرجا فو اللّه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يريد ان يأمر بضربه انزل اللّه عليه الوحى فامسكوا عنه حتى فرغ من الوحى فنزلت وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ الآية - وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس وذكر البغوي هذا الحديث وقال في آخره ابشر يا هلال فان اللّه قد جعل لك فرجا قال قد كنت أرجو ذلك من اللّه - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أرسلوا إليها فجاءت فلما اجتمعا عند رسول اللّه صلى اللّه
عليه وسلم قيل لها فكذّبت فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان اللّه يعلم ان أحدكما كاذب فهل منكما تائب فقال هلال يا رسول اللّه بابى أنت وأمي قد صدقت