ج ٦، ص : ٤٧٢
فان كان من الأوس اضرب عنقه وان كان من إخواننا من الخزرج امرتنا ففعلنا أمرك - قالت وقام رجل من الخزرج وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه وهو سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج - قالت وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد كذبت لعمر « ١ » اللّه لا تقتله ولا تقدر على قتله ولو كان من أهلك ما احسب ان تقتله - فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر اللّه لنقتلنه فانك منافق تجادل عن المنافقين - فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ان يقتتلوا ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائم على المنبر - قالت فلم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت - قالت فبكيت يومى ذلك لا يرقألى دمع ثم بكيت تلك الليلة لا يرقألى دمع ولا اكتحل بنوم وأبواي يظنان ان البكاء فالق كبدى - فبينماهما جالسان عندى وانا ابكى استأذنت علىّ امراة من الأنصار فاذنت لها فجل ست تبكى معى - ثم دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندى منذ قيل لى ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأنى شيء - قالت فتشهد ثم قال اما بعد يا عائشة فانه قد بلغني عنك كذا وكذا فان كنت بريّة فسيبرئك اللّه وان كنت ألممت بذنب فاستغفرى اللّه ثم توبى إليه فان العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب اللّه عليه - فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مقالته قلص دمعى حتى ما أحس منه قطرة فقلت لالى أجب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيما قال فقال واللّه ما أدرى ما أقول فقلت لامى أجيبي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت واللّه ما أدرى ما أقول فقلت (و انا جارية حديثة السن لا اقرأ كثيرا من القرآن) واللّه لقد عرفت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم انى بريّة واللّه يعلم انى برية لا تصدقونى ولان اعترفت لكم بامر واللّه يعلم انى منه بريّة لتصدقونى و
اللّه لا أجد لى ولكم مثلا الا كما قال أبو يوسف فصبر جميل واللّه المستعان على ما تصفون
_________
(١) لعمر اللّه قال القسطلاني هو بفتح العين أى وبقاء اللّه انتهى الفقير الدهلوي.