ج ٦، ص : ٤٨٧
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ الّتي تسكنونها وليست الاضافة للملك فان المؤجر والمعير أيضا لا يدخلان الا بإذن الساكن حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا يعنى حتى تستأذنوا يدل على ما روى انه كان ابن عباس يقرا حتّى تستأذنوا وكذلك كان يقرا أبيّ بن كعب والانس في اللغة ضد الوحشة والابصار والاحساس والعلم - وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى سورة ابن أخي أبى أيوب قال قلت يا رسول اللّه هذا السلام فما الاستيناس قال يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة ويتنحنح فيؤذن أهل البيت - قال في القاموس أنسه ضد الوحشة وانس الشيء أبصره وعلمه واحسه والصوت سمعه - وقال الخليل الاستيناس الاستبصار من قوله آنَسْتُ ناراً أى أبصرت وانما عبر الاستيذان بالاستيناس لأن المستأذن متوحش خائف ان لا يؤذن له فإذا اذن استأنس لأن المستأذن مستعلم للحال مستكشف انه هل يراد دخوله اولا - أو استفعال من الانس يعنى متعرف هل ثمه انسان وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها أى على ساكنيها يعنى ان يقولوا السلام عليكم عن أنس ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال يا بنى إذا دخلت على أهلك فسلم تكون بركة عليك وعلى أهل بيتك - رواه الترمذي واختلفوا في انه هل يقدم الاستيذان أو السلام فقال قوم يقدم الاستيذان لتقدمها في الآية ولا دليل فيه لأن الواو لمطلق الجمع دون الترتيب وفي مصحف ابن مسعود حتّى تسلّموا على أهلها وتستأذنوا - والأكثرون على انه يقدم السلام لحديث كلدة بن حنبل قال دخلت على النبي صلى اللّه عليه وسلم ولم اسلم ولم استأذن فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ارجع فقل السلام عليكمء ادخل - رواه أبو داود والترمذي وعن جابر ان النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لا نأذنوا لمن لم يبدا بالسلام -
رواه البيهقي في شعب الايمان قال البغوي عن ابن عمران رجلا استأذن عليه فقالء أدخل فقال ابن عمر لا فامر بعضهم الرجل ان يسلّم فسلّم


الصفحة التالية
Icon