ج ٦، ص : ٥٠٢
وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ قال البغوي كانت المرأة إذا مشت ضربت برجلها لتسمع صوت خلخالها فنهيت عن ذلك لأنه يورث في الرجال ميلا إليها - قال البيضاوي وهو ابلغ من النهى عن إبداء الزينة وادل على المنع من رفع الصوت لها ولذا صرح في النوازل بان نغمة المرأة عورة وبنى عليها ان تعلمها القرآن من المرأة أحب الىّ لأن نغمتها عورة ولذا قال عليه السّلام التسبيح للرجال والتصفيق للنساء - متفق عليه من حديث سهل بن سعد فلا يحسن ان يسمعها الرجل قال ابن همام وعلى هذا لو قيل إذا جهرت المرأة بالقراءة في الصلاة فسدت كان متجها - ولذا منعها عليه السلام من التسبيح بالصوت لاعلام الامام بسهوه إلى التصفيق وهذه الآية تدل على ان القدم عورة - وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ فانه لا يكاد يخلو أحد منكم في إتيان أوامره والانتهاء عن مناهيه من التفريط قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون - رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي قيل معناه راجعوا إلى طاعة اللّه فيما أمركم ونهاكم من الآداب المذكورة في هذه السورة وقيل معناه توبوا عما كنتم تفعلونه في الجاهلية وان جب بالإسلام لكن يجب الندم عليه والعزم على الكف عنه كلما تتذكروا قرأ ابن عامر ايّه المؤمنون هاهنا وفي الزخرف يآيّه السّاحر وفي الرحمان ايّه الثّقلان بضم الهاء في الثلاثة وصلا ويقف بلا الف - والباقون بفتح الحاءات على الأصل ووقف أبو عمرو والكسائي أيها بالألف والباقون بغير الف لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١) فان سعادة الدارين بالتوبة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا - وعن ابن عمر انه سمع رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فانى أتوب إلى ربى كل يوم مائة مرة وعن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واللّه انى لاستغفر اللّه وأتوب إليه في اليوم اكثر من سبعين