ج ٧، ص : ٨٤
نزل به على قلبك بلسان عربى ولو كان اعجميّا لكان نازلا على سمعك دون قلبك لانك حينئذ تسمع صوتا لا تضهم معناه وقد يكون الرجل عارفا بعدة لغات فإذا كلمه أحد بلغة نشا عليها أحاط قلبه اولا بمعاني الكلام وان كلمه بغيرها كان قلبه اولا متوجها إلى ألفاظها ثم فى معانيها فيقول بلسان عربىّ تقرير لقوله نزل على قلبك
وَإِنَّهُ أى ذكر إنزال القرآن كذا قال اكثر المفسرين وقال مقاتل أى ذكر محمد صلى اللّه عليه وسلم وقيل معناه أى القرآن لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ أى كتبهم وهذه الجملة معطوفة على ما سبق أو حال وعلى التأويل الأخير قال بعض الحنفية القرآن اسم للمعنى فقط لأنه لم يكن فى الزبر السابقة بهذا اللفظ العربي قطعا ومن أجل ذلك أجاز أبو حنيفة القراءة فى الصلاة بالفارسي وهذا القول مردود بل القرآن اسم للنظم والمعنى جميعا حيث قال الله تعالى قرءانا عربيّا فان العربي صفة للنظم ولان القرآن معجز والاعجاز من خواص النظم ومن أجل ذلك جاز للمجنب ان يقرا ترجمة القرآن بالفارسي وانما أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسي فى حق جواز الصلاة خاصة لجعله النظم ركنا غير لازم فى الصلاة خاصة رعاية للخضوع وقد رجع أبو حنيفة عن هذا القول وقال بعدم جواز القراءة بالفارسي كما قال صاحباه واكثر الائمة وبه يفتى
أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً الهمزة للانكار والواو للعطف على محذوف تقديره الم يعرفوا رسولهم ولم يكن لّهم اية على رسالته - قرأ ابن عامر تكن بالتاء الفوقانية واية بالرفع على انه اسم كان وخبره لهم وان يعلمه بدل من اية أو خبر مبتدا محذوف وجاز ان يكون لم تكن تامة فاعله اية ولهم حال منه وان يعلمه بدل من الفاعل أو خبر مبتدا محذوف أو يكون فى لم تكن ضمير القصة وان يعلمه مبتدا واية خبره مقدم عليه ولهم حال من اية والعامل معنى الثبوت المستفاد من الحمل والجملة خبر كان - وقرأ الباقون بالياء التحتانية واية منصوب على الخبرية واسمه ان يعلمه ولهم حال من اية أَنْ يَعْلَمَهُ يعنى محمدا صلى اللّه عليه وسلم بنعته المذكورة فى التورية كما يعرفون أبناءهم أو يعلمون القرآن انه منزل من اللّه عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ قال عطية كانوا خمسة عبد اللّه بن سلام وابن يامين وثعلبة واسد وأسيد وقال ابن عباس بعث أهل مكة إلى اليهود وهم بالمدينة فسالوهم عن محمد ﷺ فقالوا ان هذا لزمانه وانا لنجد فى التورية نعته وصفته
وَلَوْ نَزَّلْناهُ أى القرآن عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ هو جمع أعجم وهو الّذى لا يفصح ولا يحسن العربية وان كان عربيّا فى النسب