ج ٧، ص : ١٣٩
روى ابن جرير فى تفسيره والطبراني فى المطولات وأبو يعلى فى مسنده والبيهقي فى البعث وأبو موسى المديني فى المطولات وعلى بن معبد فى كتاب الطاعة والعصيان وعبد بن حميد وأبو الشيخ فى كتاب العظمة حديثا طويلا عن أبى هريرة ذكر فيه فينفخ ثلاث نفخات الاولى نفخة الفزع والثانية نفخة الصعق والثالثة نفخة القيام لرب العلمين فيأمر اللّه اسرافيل بالنفخة الاولى فيقول الله انفخ نفخة الفزع فينفخ فيفزع أهل السماء والأرض الا من شاء اللّه. إلى ان قال فتذهل المراضع وتضع الحوامل ويشيب الولدان وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتى أقطار الأرض فتتلقاهم الملائكة فتضرب وجوهها فترجع وتولى الناس مدبرين ينادى بعضهم بعضا والذي يقول الله يوم التّناد إلى ان قال قال رسول اللّه ﷺ والأموات يومئذ لا يعلمون بشئ من ذلك قلت يا رسول الله فمن استثنى الله فى قوله الا من شاء الله قال أولئك الشهداء و
انما يصل الفزع إلى الاحياء وهم أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ وقاهم اللّه من فزع ذلك اليوم وامنهم منه وهو عذاب يبعثه على اشرار خلقه يقول الله يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ ءٌ عَظِيمٌ الآية فيمكثون فى ذلك ما شاء اللّه ثم يأمر الله اسرافيل بنفخة الصعق فصعق أهل السموات والأرض الا من شاء اللّه فيقول ملك الموت قد مات أهل السموات والأرض الا من شئت فيقول وهو اعلم فمن بقي ثم ذكر موت جبرئيل وميكائيل وحملة العرش وموت ملك الموت نحو ما تقدم من حديث أنس ثم ذكر الحديث بطوله إلى دخول أهل الجنة الجنة وبقاء أهل الخلود فى النار. فان قيل هذا الفزع لا يكون الا على شرار خلق الله من شياطين الانس والجن وليس أحد منهم فى السماء فما معنى قوله تعالى فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ قلت لعل ذلك على سبيل الفرض أو يقال ان الشياطين قد يذهبون إلى السماء لاستراق السمع أو يقال المراد بالسماء السحاب ونحو ذلك فانه قد يطلق السماء على كل ما بفوقك قال الله تعالى فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ يعنى سقف بيتك أو يقال المراد بمن يفزع من أهل السماء أرواح بعض المؤمنين ويكون المراد بمن سبقت لهم الحسنى الأنبياء والمقربون الصديقون - واما المستثنى من نفخة الصعق فالقول فيه ما قال صاحب المفهم التحقيق ان المراد بالصعق


الصفحة التالية
Icon