ج ٧، ص : ١٦٣
رفق بهم وقال الفراء أراد بالجناح عصا معناه اضمم إليك عصاك وقيل الرهب الكم بلغة حمير قال الأصمعي سمعت بعض العرب يقول أعطني ما فى رهبك أى ما فى كمك معناه اضمم إليك يدك مخرجا من الكم لأنه تناول العصا ويده فى كمه حين قال له اللّه تعالى خُذْها وَلا تَخَفْ والظاهر عندى ان هذا عطف تفسيرى لقوله اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ واضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ أى أدخلها فى جيبك والغرض من التكرير ترتب الامرين عليه أحدهما التجلد وضبط النفس ودفع الخوف واظهار الجراءة وهو المراد بقوله اضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ أى يديك المبسوطتين اللتين تتقى بهما الحية فى جيبك من الرهب أى من أجل دفع الرهب وثانيهما ظهور معجزة اخرى وهو المراد بقوله تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ويدل على هذا قوله تعالى فى سورة طه وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ... آيَةً أُخْرى... فَذانِكَ اشارة إلى العصا واليد قرأ ابن كثير وابن عمرو بتشديد النون والباقون بتخفيفها بُرْهانانِ أى حجتان قال فى القاموس البرهان بالضم الحجة وبرهن عليه اقام البرهان فهو فعلال وقيل هو فعلان من البرة يقال بره الرجل إذا ابيض ويقال برهاء وبرهرهة للمرءة البيضاء وفى القاموس ابره اتى بالبرهان أو بالعجائب وغلب الناس مِنْ رَبِّكَ أى كائنان من ربك صفة لبرهانان إِلى فِرْعَوْنَ متعلق بمحذوف أى مرسلا بهما إلى فرعون وَمَلَائِهِ فهو صفة بعد صفة لبرهانان أو استيناف متعلق بمحذوف أى اذهب بهما إلى فرعون وملائه إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ فى مقام التعليل أى لانهم كانوا أحقاء بان يرسل إليهم.
قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ضمير المفعول محذوف أى يقتلونى.
وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً وانما قال لعقدة كانت فى لسانه من وضع الجمرة فى فيه فَأَرْسِلْهُ يعنى هارون مَعِي قرأ حفص بفتح الياء والباقون بإسكانها رِدْءاً أى معينا يقال اردأته أى أعنته حال من الضمير المنصوب وهو فى الأصل اسم مايعان به كالدفء.
قرأ نافع « و أبو جعفر - أبو محمد » بفتح « ١ » الدال من
_________
(١) قرأ نافع وأبو جعفر بنقل حركة الهمزة على الدال فنافع وصلا بالتنوين ووقفا بالألف بدل التنوين وأبو جعفر فى الحالين بالألف ١٢ أبو محمد عفا الله عنه -


الصفحة التالية
Icon