ج ٧، ص : ١٦٩
الا بعد ما أصابهم العقوبة رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ منصوب فى جواب لو لا التحضيضية تشبيها له بالأمر تقديره هلا كان منك إرسال رسول إلينا فاتباعا منا آياتِكَ وَنَكُونَ عطف على نتبع مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وجواب لو لا الامتناعية محذوفة والمعنى لو لا قولهم إذا أصابتهم عقوبة بسبب كفرهم ومعاصيهم ربّنا هلّا أرسلت إلينا رسولا يبلغنا آياتك فنتبعها ونكون من المصدقين لما بعثناك إليهم رسولا وعاقبناهم بكفرهم من غير إنذار سابق على العقاب ولكن بعثناك إليهم قطعا لاعتذارهم وإلزاما للحجة عليهم نظير قوله تعالى لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بعد الرّسل.
فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ يعنى القرآن أو محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رسولا مصدقا بالكتاب المعجز مِنْ عِنْدِنا قالُوا يعنى كفار مكة تعنتا واقتراحا لَوْ لا هلا أُوتِيَ محمّد ﷺ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى من الآيات كالعصا واليد البيضا أو الكتاب جملة واحدة وهذه الجملة معطوفة على مضمون جملة سابقة ولكن بعثناك إليهم قطعا لاعتذارهم وإلزاما للحجة فلمّا جاءهم الحق إلخ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ القرآن الاستفهام للانكار وانكار النفي اثبات والواو للعطف على محذوف تقديره الم يكذبوا موسى ولم يكفروا بما اوتى موسى يعنى قد كذّبوا موسى وكفروا بما اوتى موسى من قبل هذا فكيف يطلبون منك مثل ما اوتى موسى يعنى ان أبناء جنسهم فى الرأى والمذهب وهم كفرة زمان موسى كفروا بما اوتى موسى وقال الكلبي لما دعا النبي صلى اللّه عليه وسلم أهل مكة إلى الإسلام بعثوا رجالا إلى أحبار اليهود بالمدينة فسالوهم عن امر محمد صلى اللّه عليه وسلم فاخبروهم ان نعته فى كتابهم التورية فرجعوا فاخبروهم بقول اليهود فكفروا يعنى أهل مكة بموسى وبما اوتى به قالوا ساحران كذا قرأ أهل الحجاز والبصرة والشام على وزن اسم الفاعل يعنون محمدا وموسى صلى اللّه عليهما وسلم وقرأ الكوفيون سِحْرانِ بكسر السين واسكان الحاء على المصدر على حذف المضاف أو جعلهما سحرين مبالغة أو عنوا بالسحرين التوراة والفرقان وعلى قول غير الكلبي قالوا يعنى كفرة زمان موسى ساحران يعنون موسى وهارون تَظاهَرا أى تعاونا يعنى محمدا وموسى بتوافق الكتابين أو موسى وهارون وَقالُوا أى كفار مكة أو كفار زمن معسى إِنَّا بِكُلٍّ أى بكل منهما أو بكل