ج ٧، ص : ١٩٢
بحسناتهم عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر رواه مسلم وقد مر فى تفسير قوله تعالى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ... وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ منصوب بنزع الخافض الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ أى بأحسن أعمالهم وهو الطاعة يعنى لا نضيعها وقيل معناه نعطهم اكثر مما عملوا عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى ما شاء اللّه وقيل احسن بمعنى حسن -.
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ الوصية التقدم إلى الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ بِوالِدَيْهِ حُسْناً أمرناه بإتيان فعل ذا حسن أو كأنَّه فى ذاته حسن تفرط حسنه متلبسا ذلك الفعل بوالديه أى يبرهما ويعطف عليهما وقيل معناه ووصّينا الإنسان ذا حسن بان يبرهما أخرج مسلم والترمذي والبغوي وابن أبى حاتم وابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص وهو سعد بن مالك أبو إسحاق الزهري أحد العشرة المبشرة رضى اللّه عنه كان من السابقين الأولين وكان بارّا بامه انه لما اسلم قالت امه وهى حمنة بنت أبى سفيان بن امية بن عبد الشمس (قد امر اللّه بالبر وفى رواية) قالت ما هذا الّذى أحدثت واللّه لا اطعم طعاما ولا اشرب شرابا حتى أموت أو تكفر وفى رواية حتى ترجع إلى ما كنت عليه أو أموت فتعير بذلك ابد الدهر يقال قاتل امه فنزلت وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي بإضمار القول أى وقلنا له وان جاهداك لتشرك بي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ بالوهيته عبر عن نفيها بنفي علم بها اشعارا بان ما لا يعلم صحته لا يجوز اتباعه وان لم يعلم بطلانه فضلا عما علم بالادلة القطعية بطلانه فَلا تُطِعْهُما فى ذلك قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق رواه أحمد والحاكم وصححه عن عمران والحكم بن عمرو الغفاري وفى الصحيحين وسنن أبى داؤد والنسائي عن على رضى اللّه عنه لا طاعة لاحد فى معصية اللّه انما الطاعة فى المعروف. قال البغوي ثم انها أى أم سعد مكثت يوما وليلة لم تأكل ولم تشرب وقيل لبثت ثلاثة ايام كذلك فجاء سعد وقال يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت دينى ان شئت كلى وان شئت فلا تأكلى فلمّا أيست منه أكلت وشربت إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ