ج ٧، ص : ١٩٩
على مقولة قال وَمَأْواكُمُ جميعا أيها العابدون والمعبودون النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ يخلصونكم منها.
فَآمَنَ عطف على قال لَهُ أى لابراهيم لُوطٌ لكونه معصوما عن تكذيب الأنبياء وهو أول من صدق ابراهيم وكان ابن أخيه هاران وَقالَ ابراهيم إِنِّي مُهاجِرٌ من قومى إِلى رَبِّي أى إلى حيث أمرني ربى أو إلى حيث يتيسّر لى هناك عبادة ربى. أو المعنى انى مهاجر من قومى معرض عنهم متوجها إلى ربى وهى السفر فى الوطن على اصطلاح الصوفية قال المفسرون هاجر ابراهيم من كوثى (و هو من سواد كوفة) إلى حران ثم اتى الشام ومعه لوط وامرأته سارة وهو أول من هاجر « ١ » فنزل ابراهيم فلسطين ولوط السدوم قالوا كان ابراهيم حين هاجر ابن خمس وسبعين سنة إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الذي يمنعنى من أعدائي الْحَكِيمُ الذي لا يأمرنى الا بما فيه صلاحى.
وَوَهَبْنا لَهُ بعد إسماعيل إِسْحاقَ بعد ما ايس من الولادة لكبر سنه وكبر امرأته وكونها عاقرا وَيَعْقُوبَ ولد الولد نافلة وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ أى ابراهيم النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ من التورية والإنجيل والزبور والفرقان وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ على هجرته إلينا فِي الدُّنْيا ج بإعطاء الولد فى غير أو انه والذرية الطّيّبة كذا قال السدىّ واستمرار النبوة فيهم وانتماء أهل الملل إليه والثناء والصلاة عليه إلى اخر الدهر كذا قالوا - قلت لعل اجره فى الدنيا اللذة فى الذكر والفكر والعبادة للّه فوق ما يستلذون بها أهل الدنيا من المستلذات الحسنة نظيره قوله تعالى هُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ
وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ أى فى عداد الكاملين فى الصلاح عطف على اتيناه اجره فى الدّنيا وغير الأسلوب من الفعلية إلى الاسمية للدلالة على استمرار الاخرة دون الدنيا.
وَلُوطاً عطف على ابراهيم إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بالهمزتين على الاستفهام للانكار والتوبيخ والباقون بهمزة واحدة على الخبر لَتَأْتُونَ جواب قسم محذوف الْفاحِشَةَ الفعلة البالغة فى القبح ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ هذه الجملة صفة
_________
(١) عن اسماء بنت أبى بكر قالت هاجر عثمان إلى الحبشة فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم انه أول من هاجر بعد ابراهيم ولوط وعن ابن عباس قال اوّل من هاجر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عثمان بن عفان كما هاجر لوط إلى ابراهيم. وعن زيد بن ثابت قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما كان بين عثمان ورقية وبين لوط من مهاجر ١٢ منه رحمه اللّه.