ج ٧، ص : ٢٢٧
تمجيدى واخبروهم ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون - وروى الديلمي عن جابر بن عبد اللّه مرفوعا مثله.
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ أى البعث والقيامة فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ مدخلون لا يغيبون عنه.
فَسُبْحانَ اللَّهِ مصدر لفعل محذوف تقديره فسبحوا للّه سبحانا حذف الفعل وأضيف المصدر إلى المفعول والفاء للسببية والتفريع على ما سبق من صفاته تعالى من الإبداء والاعادة وغيرها والمراد بالتسبيح الصلاة يعنى صلوا للّه حِينَ تُمْسُونَ أى حين تدخلون فى المساء صلوة المغرب شكرا لما أنعم اللّه من تمام النهار بالسلامة والنعمة والدخول فى الليل للسكون والراحة - بدا بذكر صلوة المغرب لتقدم الليل على النهار فى اعتبار الشهور والأيام وَحِينَ تُصْبِحُونَ شكرا لما أنعم اللّه عليه من تمام الليل بالسلامة والراحة والدخول فى النهار لكسب المعاش والمعاد ذكر صلوة الصبح بعد المغرب لمقابلة الصباح بالمساء.
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قال ابن عباس أى يحمدون أهل السموات والأرض ويصلون له الجملة حال من اللّه أو معترضة وَعَشِيًّا أى اخر النهار عن عشى العين إذا نقص نورها عطف على يصبحون يعنى صلوا صلوة العصر صلوة الوسطى - ولما كان ذلك وقت اشتغال الناس بامور الأسواق قدم ذكرها على ذكر الظهر اهتماما يعنى لا بد لكم من الاشتغال بالصلوة حين اشتغال الناس بامور الدنيا كيلا تكونوا من الذين لا يلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه وَحِينَ تُظْهِرُونَ أى تدخلون فى الظهيرة يظهر عليكم صولة الشمس ويذكركم حر نار جهنم وحر ذكائها يوم القيامة - خص هذه الأوقات لما تظهر فيها قدرته وتتجدد نعمته ولما يحدث فيها من الشواهد الناطقة بتنزيهه واستحقاقه الحمد والشكر ممن له نميز من أهل السموات والأرض ذكر فى هذه الآية أربعا من الصلوات الخمس وقيل حين تمسون اشارة إلى المغرب والعشاء جميعا أخرج ابن جرير والطبراني والحاكم قول ابن عباس ان الآية جامعة للصلوات الخمس حين تمسون كناية عن المغرب والعشاء جميعا -


الصفحة التالية
Icon