ج ٧، ص : ٢٦٥
ما يكون فى غد الا اللّه ولا يعلم ما فى الأرحام الا اللّه ولا يعلم أحد متى تقوم الساعة الا اللّه ولا تدرى نفس باى ارض تموت الا اللّه ولا يدرى أحد متى يجئى المطر الا اللّه رواه أحمد والبخاري وروى البغوي فى تفسير هذه الآية عن ابن عمر بهذا اللفظ ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال مفاتح الغيب خمس إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ وفى الصحيحين فى قصة سوال جبرئيل فى حديث أبى هريرة فى خمس يعنى انّ السّاعة لا يعلمهن الا اللّه ثم قرأ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ الآية - وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف عن خيثمة ان ملك الموت مر على سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه فقال الرجل من هذا قال ملك الموت فقال كانّه يريدنى فمر الريح ان يحملنى ويلقينى بالهند ففعل فقال الملك كان دوام نظرى إليه تعجبا منه إذ أمرت ان اقبض روحه بالهند وهو عندك واللّه اعلم.
وانما جعل العلم للّه والدراية للعبد لأن فيها معنى الحيلة فيشعر بالفرق بين العلمين فى القاموس دريته علمته أو لضرب من حيلة فعنه اشارة إلى ان العبد ان عمل حيلة وبذل فيها وسعه لم يعرف ما هو لاحق به من كسبه وعاقبته فكيف بغيره ما لم يحصل له علم بتعليم من اللّه تعالى بتوسط الرسل أو بنصب دليل عليه إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ يعلم الأشياء كلها خَبِيرٌ (٣٤) يعلم بواطنها كما يعلم ظواهرها حكى ان منصورا راى فى منامه ملك الموت وسأله عن مدة عمره فاشار إليه بأصابعه الخمس فعبرها المعبرون بخمس سنين أو بخمسة أشهر أو بخمسة ايام فقال أبو حنيفة هو اشارة إلى هذه الآية فان هذه العلوم الخمسة مختصة باللّه تعالى واللّه اعلم.
تم تفسير سورة لقمان من التفسير المظهرى ليلة الثانية والعشرين من رجب سنة الف ومائتين وست سنه ١٢٠٦ ه ويتلوه تفسير سورة السجدة ان شاء اللّه تعالى.


الصفحة التالية
Icon