ج ٧، ص : ٢٧٤
بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها أى وعظوا خَرُّوا وقعوا على وجوههم خوفا من عذاب اللّه سُجَّداً أى ساجدين وَسَبَّحُوا أى نزهوا عما لا يليق به كالعجز عن البعث بِحَمْدِ رَبِّهِمْ متلبسين بحمده يعنى حامدين له شكرا على ما وفقهم للاسلام وأتاهم الهدى قائلين سبحان الله وبحمده وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (١٥) عن الايمان والطاعة.
تَتَجافى حال من فاعل سبحوا أى ترتفع وتتنحى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ أى الفرش التي ينامون عليها يَدْعُونَ حال من الضمير المجرور فى جنوبهم وهو فاعل تتجافى على طريقة دابر هؤلاء مقطوع مصبحين رَبَّهُمْ خَوْفاً من سخطه وعذابه وَطَمَعاً فى رحمته وثوابه أخرج هناد عن اسماء بنت يزيد رضى اللّه عنها قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجمع اللّه يوم القيامة الناس فى صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر فيقوم مناد فينادى اين الذين كانوا يحمدون اللّه تعالى فى السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يعود فينادى اين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يقوم سائر الخلق فيحاسبون - وأخرج ابن راهويه وأبو يعلى فى مسنديهما من حديثها نحوه وفيه ينادى اولا بصوت يسمع الخلائق سيعلم أهل الجمع من أهل الكرم قال الحسن ومجاهد ومالك والأوزاعي وجماعة العلماء هم المتهجدون الذين يقومون لصلوة الليل روى أحمد والترمذي وابن ماجة وابن أبى شيبة وابن راهويه فى مسنديهما والحاكم عن معاذ قال قلت يا رسول اللّه أخبرني بعمل يدخلنى الجنة ويباعدنى من النار قال لقد سالت من عظيم وانه يسير على من يسره اللّه عليه تعبد اللّه ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكوة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال الا ادلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلوة الرجل فى جوف الليل ثم تلا تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ حتى بلغ يعملون ثم قال الا ادلّك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول اللّه قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال الا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا نبى اللّه فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا فقلت يا نبى اللّه وانا لمواخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ و
هل يكب الناس فى النار على وجوههم أو على


الصفحة التالية
Icon