ج ٧، ص : ٢٩٠
واحد ففعلوا ذلك - ولما قدم اليهود على غطفان بعد المعاهدة مع قريش حرضوهم على القتال مع النبي صلى اللّه عليه وسلم ووعدوهم على ذلك بتمر سنة ما كان على نخيل خيبر وقيل بنصف ذلك فأجاب عيينة بن حصين الفزاري رئيس غطفان قولهم بذلك الشرط أى بشرط إعطاء تمر سنة وكتب عيينة إلى حلفائه من بنى اسد فجاءوا عنده - قال البغوي فخرجت قريش قائدهم أبو سفيان بن حرب وغطفان وقائدها عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر فى بنى فزارة والحارث بن عوف بن أبى حارثة المزي فى بنى مرة ومسعر بن رحيلة بن نويرة بن طريف فيمن تابعه من قومه من أشجع.
قلت روى ان أبا سفيان جمع العسكر اربعة آلاف رجل واعطى رأيته عثمان بن أبى طلحة وكان فى عسكرهم ثلاث مائة فرس والف بعير حين خرجوا من مكة ونزلوا مر الظهران واجتمع هناك اسلم وأشجع وبنو مرّة وبنو كنانة وفزارة وغطفان حتى صاروا عشرة آلاف وساروا بأجمعهم إلى المدينة ولذلك سمى غزوة الأحزاب.
قال البغوي فلمّا سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وبما اجتمعوا له من الأمر ضرب الخندق على المدينة وكان الذي أشار على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سلمان الفارسي وكان أول مشهد شهده سلمان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يومئذ حر فقال يا رسول اللّه انا كنا بفارس إذا حصرنا خندقنا علينا فعمل فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى أحكموه قلت روى انه صلى اللّه عليه وسلم لما سمع الخبر قال حسبنا اللّه ونعم الوكيل وجمع أسراء المهاجرين والأنصار واستشارهم فى ذلك وأشار سلمان بضرب الخندق فاستحسنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واستخلف على المدينة عبد اللّه بن أم مكتوم وخرج غازيا واعطى لواء المهاجرين زيد بن حارثة ولواء الأنصار سعد بن عبادة وخرج معه ثلاثة آلاف من المهاجرين والأنصار - قلت روى ان معهم ستة وثلاثون فرسا وخرج معه صبيان لم يبلغوا الحلم فردهم إلى المدينة من كان منهم لم يبلغ خمسة عشر سنة وأجاز منهم للقتال من كان منهم ابن خمسة عشر سنة منهم عبد اللّه بن عمر وزيد بن ثابت وأبو سعيد الخدري وبراء بن عازب فطلب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم موضعا لاجل الخندق فى بعض أطراف المدينة فاختار موضعا بقرب جبل


الصفحة التالية
Icon