ج ٧، ص : ٢٩٣
وروى أحمد والبخاري فى الصحيح عن جابر بن عبد اللّه قال كنا يوم الخندق مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فعرضت لنا كدبة « بضم الكاف القطعة الصلبة الصماء - منه رح » شديدة فجاءوا النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا هذه كدية من الجبل عرضت فقال انا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة ايام لا نذوق ذواقا فاخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المعول فعادت كثيبا اهيل أو اهيم فقلت يا رسول اللّه ايذن لى البيت فقلت لامراتى انى رايت من رسول اللّه ﷺ خمصا شديد اما فى ذلك صبر فعندك شىء فاخرجت لى جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن « ١ » فذبحتها وطحنت ففرغت إلى فراغى وقطعتها فى برمتها « البرمة القدر - منه رح » والعجين قد انكسر « ٢ » والبرمة بين الأثافي « الحجارة التي توضع عليها القدر - منه رح » فى قدر كادت ان تنضج ثم ولّيت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت لا تفضحنى برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وبمن معه فجئته فساررته فقلت طعيم لى يا رسول اللّه فقم أنت ورجل أو رجلان قال كم هو فذكرت له قال كثير طيب قل لها لا تنزع البرمة والخبز من التنور حتى اتيكم واستقر صحافا ثم صاح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال يا أهل الخندق ان جابرا صنع لكم سورا « ٣ » فحى « ٤ » هلابكم - فقلت ويحك « ٥ » جاء النبي صلى اللّه عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم فقالت بك « ٦ » وبك هل سألك فقلت نعم فقالت اللّه ورسوله اعلم فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال ادخلوا ولا تضاغطوا « اى لا تزوحموا - منه رح » فاخرجت له عجينا فبسق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبسق فيها وبارك ثم قال يا جابر ادع خابزة فلتخبز معك واقدحى « اى اغرقى - منه رح » من برمتك ولا تنزلوها - وجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم يخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع فلم يزل
يكسر الخبز ويغرف اللحم حتى شبعوا وهم الف - قال جابر فاقسم باللّه لاكلوا حتى تركوه وانحرفوا وان برمتنا لتغط « ٧ » كما هى وان عجيننا ليخبز كما هو ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كلى واهدى فان الناس أصابتهم مجاعة فلم نزل
_________
(١) الشاة التي يعلقها الناس فى منازلهم - نهاية منه رح
(٢) أى لأن ورطب وتمكن من الخبز - منه رح
(٣) أى طعاما يدعو إليه الناس واللفظ فارسية - نهاية جزرى منه رح [.....]
(٤) حى هلا كلمة استدعاء فيها حث أى هلموا مسرعين - نهاية منه رح
(٥) ويح كلمة ترحم - منه رح
(٦) أى جعل اللّه بك كذا وكذا أو فعل بك كذا وكذا والموحدة متعلق بمحذوف ١٢ نهاية منه رح
(٧) أى تفلى وتفور - منه رح -


الصفحة التالية
Icon