ج ٧، ص : ٣١٣
كل ارض يفتح إلى يوم القيامة وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيراً (٢٧) فيقدر على ذلك (قصة غزوة بنى قريظة) قال محمد بن عمر عن شيوخه لما انصرف المشركون عن الخندق خاف بنوا قريظة خوفا شديدا وروى أحمد والشيخان مختصرا والبيهقي والحاكم وصححه مطولا عن عائشة وأبو نعيم والبيهقي من وجه اخر عنها وابن عابد عن حميد بن هلال وابن جرير عن ابن أبى اوفى والبيهقي عن عروة وابن سعد عن الماجشون وعن يزيد بن الأصم ومحمد بن عمر عن شيوخه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والمسلمين لمّا رجعوا عن الخندق مجهودين وضعوا السلاح ودخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيت عائشة ودعا بماء فاخذ يغسل رأسه وذكر البغوي انه صلى اللّه عليه وسلم كان عند زينب بنت جحش وهى تغسل رأسه وقد غسلت شقه - قالت عائشة فسلّم علينا رجل ونحن فى البيت قال محمد بن عمر وقف موضع الجنائز فنادى عذيرك « ١ » من محارب فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فزعا فوثب وثبة شديدة فخرج إليه فقمت فى اثره انظر من خلل الباب فإذا هو دحية الكلبي فيما كنت ارى وهو ينفض الغبار عن رأسه (فقال ابن إسحاق معتجرا بعمامة) « الاعتجار لف العمامة دون التلحي - منه رح » فقال يا رسول اللّه ما اسرع ما حللتم عذيرك من محارب عفا اللّه عنك قد وضعتم السلاح ما وضعت الملئكة منذ نزل بك العدوّ وفى لفظ منذ أربعين ليلة وما رجعنا الان الا من طلب القوم حتى بلغنا حمراء الأسد يعنى الأحزاب وقد هزمهم ان اللّه يأمرك بقتال بنى قريظة وانا عامد إليهم بمن معى من الملائكة لا زلزل بهم الحصون فاخرج بالناس - قال حميد بن هلال فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان فى أصحابي جهدا فلو انظرتهم أياما فقال انتهض إليهم فو اللّه لادقنهم كدق البيض على الصفا « الحجارة - منه رح » ثم لاضغضفنّها - « اى لاحركن - منه رح » قالت عائشة فلمّا دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قلت من ذاك
الرجل الذي كنت تكلمه قال ورايته قلت نعم قال بمن تشبهينه قلت بدحية الكلبي قال ذاك جبرئيل أمرني ان امضى إلى بنى قريظة - قال حميد فادبر جبرئيل ومن معه من الملائكة حتى سطع الغبار فى زقاق بنى غنم من الأنصار قال أنس فيما رواه البخاري كانّى انظر إلى الغبار ساطعا وقال قتادة فيما رواه ابن عابدان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث يومئذ مناديا ينادى « يعنى يار كبان خيل اركبوا - منه رح » يا خيل اللّه اركبي وامر بلالا فاذّن
_________
(١) يعنى هات من يعذرك فعيل بمعنى الفاعل - منه رح