ج ٧، ص : ٣١٩
حتى كدتّ أموت من ريحها ثم ارى نهرا جاريا فارانى اغتسلت فيه حتى استقيت وأراني أجد ريحا طيبا فاستعبرتها أبا بكر فقال لتدخلن فى امر تغتم له ثم يفرج عنك فكنت اذكر قول أبى بكر وانا مرتبط فارجو ان ينزل اللّه توبتى - قال فلم ازل كذلك حتى ما اسمع الصوت من الجهد ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينظر قال ابن هشام اقام مرتبطا ست ليال تأتيه امرأته وقت كل صلوة فتحله حتى يتوضأ ويصلى ثم ترتبط - (قال ابن عقبة زعموا انه ارتبط قريبا من عشرين ليلة قال فى البداية وهذا أشبه الأقاويل وقال ابن إسحاق اقام مرتبطا خمسا وعشرين ليلة وكانت ابنته تحله إذا حضرت الصلاة أو أراد ان يذهب لحاجته فإذا فرغ أعادت الرباط والظاهر ان زوجته تحله مرة وابنته اخرى وانزل اللّه فى توبة أبى لبابة وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - قال البغوي وحاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار وقذف اللّه فى قلوبهم الرعب فلما جهدهم الحصار نزلوا على حكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فامر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكتفوا رباطا وجعل على كتافهم محمد بن سلمة ونحوا ناحية وأخرج النساء والذرية من الحصون واستعمل عليهم عبد اللّه بن سلام وجمعت أمتعتهم ووجدوا فيها الفا وخمس مائة سيف وثلاث دروع والفى رمح والفا وخمس مائة ترس وجحفة وأثاثا كثيرا وآنية كثيرة وخمرا وسكرا فهريق ذلك كله ولم يخمسه ووجد من الجمال النواضح عدة ومن الماشية شيئا كثيرا فجمع هذا كله وتنحى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجلس - ودنت الأوس الى
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا يا رسول اللّه حلفاؤنا دون الخزرج وقد رأيت ما صنعت ببني قينقاع بالأمس حلفاء ابن أبيّ وهبت لهم ثلاث مائة حاسر « من لا وزع له منه رح » واربع مائة دارع « صاحب درع - منه رح » وقد ندم حلفاءنا على ما كان من نقضهم العهد فهبهم لنا ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ساكت لم يكلم حتى أكثروا عليه وألحّوا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اما ترضون ان يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم قالوا بلى قال فذلك إلى سعد بن معاذ وقال ابن عقبة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اختاروا من شئتم من أصحابي فاختاروا سعد بن معاذ - وكان سعد بن معاذ قد جعله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم


الصفحة التالية
Icon