ج ٧، ص : ٣٧٠
فدعوت حتى ما أجد أحدا ادعوه فقلت يا نبى اللّه ما أجد أحدا ادعوه فقال ارفعوا طعامكم وبقي ثلاثة رهط يتحدثون فى البيت فخرج النبي صلى اللّه عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه فقالت وعليك السّلام ورحمة اللّه كيف وجدت أهلك بارك اللّه لك فذهب إلى حجر نسائه كلّهن يقول لهن كما قال لعائشة ويقلن له كما قالت ثم رجع النبي صلى اللّه عليه وسلم فإذا ثلثة رهط فى البيت يتحدثون وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم شديد الحياء فخرج منعطفا نحو حجرة عائشة فما أدرى أخبرته أو أخبر ان القوم خرجوا فرجع حتى إذا وضع رجله فى أسكفة الباب داخلة والاخرى خارجة ارخى الستر بينى وبينه ونزلت اية الحجاب - وفى رواية للبخارى قال أنس أو لم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين بنى بزينب فاشبع الناس خبزا ولحما ثم خرج إلى حجرات أمهات المؤمنين كما كان يصنع صبيحة بنائه فيسلم عليهن ويدعو لهن ويسلمن عليه ويدعون له فلمّا رجع هو إلى بيته راى رجلين جرى بينهما الحديث فلمّا راهما رجع عن بيته فلمّا راى الرجلان نبى اللّه صلى اللّه عليه وسلم قاموا فرجع حتى دخل البيت وارخى الستر بينى وبينه. وأخرج الترمذي وحسنه عن أنس قال كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاتى باب امراة عرس بها فإذا عندها قوم فانطلق ثم رجع وقد خرجوا فدخل وارخى بينى وبينه سترا فذكرته لابى طلحة فقال لأن كان كما تقول لينزلن فى هذا شىء فنزلت اية الحجاب.
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن عائشة قالت كنت أكل مع النبي صلى اللّه عليه وسلم فى قعب فمرّ عمر فدعاه فاكل فاصابت إصبعه إصبعي فقال اوّه لو أطاع فيكن ما راتكن عين فنزلت اية الحجاب - وكذا أخرج البخاري فى الأدب المفرد والنسائي وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس قال دخل رجل على النبي صلى اللّه عليه وسلم فاطال الجلوس فخرج النبي صلى اللّه عليه وسلم ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل فدخل عمر فراى الكراهية فى وجهه فقال للرجل ولعلّك آذيت النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لقد قمت ثلاثا لكى يتبعنى فلم يفعل فقال له عمر يا رسول اللّه لو اتخذت حجابا فان نساءك لسن كسائر


الصفحة التالية
Icon