ج ٧، ص : ٣٧٣
قال نزلت فى رجل همّ ان يتزوج بعض نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم بعده - قال سفيان ذكر انها عائشة وأخرج عن السدىّ قال بلغنا ان طلحة بن عبيد اللّه قال أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا من بعدنا لأن حدث حدث لنتزوجن نساءه من بعده فانزلت هذه الآية - وأخرج ابن سعد عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال نزلت فى طلحة بن عبيد اللّه لأنه قال إذا توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تزوجت عائشة - وأخرج جويبر عن ابن عباس ان رجلا اتى بعض ازواج النبي صلى اللّه عليه وسلم فكلمها وهو ابن عمها فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا فقال يا رسول اللّه انها ابنة عمى واللّه ما قلت لها منكرا ولا قالت لى قال النبي صلى اللّه عليه وسلم قد عرفت ذلك انّه ليس أحدا غير من اللّه وانّه ليس أحدا غير منى فمضى فقال يمنعنى من كلام ابنة عمى لا تزوجها من بعده فانزل اللّه تعالى هذه الآية - قال ابن عباس فاعتق ذلك الرجل رقبة وحمل عشرة ابعرة فى سبيل اللّه وحج ماشيا توبة من كلمته - قال البغوي روى معمر عن الزهري ان العالية بنت ظبيان التي طلقها النبي صلى اللّه عليه وسلم تزوجت رجلا وولدت له وذلك قبل تحريم ازواج النبي صلى اللّه عليه وسلم على الناس قال البيضاوي خصت التي لم يدخل بها النبي صلى اللّه عليه وسلم - روى ان الأشعث بن قيس تزوج المستعيذة فى ايام عمر رضى اللّه عنه فهم عمر برجمها فاخبر انه صلى اللّه عليه وسلم فارقها قبل ان يمسها فتركه من غير نكير إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (٥٣) أى ذنبا عظيما قلت وجاز ان يكون ذلك لاجل ان النبي صلى اللّه عليه وسلم حىّ فى قبره ولذلك لم يورث ولم يتئم أزواجه عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من صلى علىّ عند قبرى سمعته ومن صلّى علىّ نائيا أبلغته رواه البيهقي فى شعب الايمان.
إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً من أذى النبي صلى اللّه عليه وسلم أو من نكاحهن أَوْ تُخْفُوهُ فى أنفسكم قال البغوي نزلت فيمن أضمر نكاح عائشة رضى اللّه عنها بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيماً (٥٤) تعليل لجزاء محذوف أقيم مقامه تقديره يعلمه اللّه فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيماً فيجازيكم عليه وفى هذا التعميم