ج ٧، ص : ٣٨٠
بالأنبياء عرفا كاختصاص ذلك باللّه تعالى وقد ذكرنا هذه المسألة مبسوطا فى سورة التوبة فى تفسير قوله تعالى وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ..
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ قال البغوي قال ابن عباس هم اليهود والنصارى والمشركون فاما اليهود فقالوا عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ ويَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ - وقالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ - واما النصارى فقالوا الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ - وثالِثُ ثَلاثَةٍ - واما المشركون فقالوا الملائكة بنات اللّه والأصنام شركاؤه عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال اللّه تعالى كذبنى ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمنى ولم يكن له اما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدنى كما بدانى وليس أول الخلق باهون علىّ من إعادته واما شتمه إياي فقوله اتخذ اللّه ولدا وانا الأحد الصمد الذي لم الد ولم اولد ولم يكن لى كفوا أحد - وفى رواية ابن عباس واما شتمه إياي فقوله لى ولد فسبحانى ان اتخذ صاحبة أو ولدا - رواه البخاري وعن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال اللّه تعالى يؤذينى ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الأمر اقلب الليل والنهار متفق عليه وقيل معنى يوذينى يلحدون فى أسمائه وصفاته وقال عكرمة هم اصحاب التصاوير عن أبى زرعة انه سمع أبا هريرة رضى اللّه عنه قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول قال اللّه تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقى فليخلقوا ذرة وليخلقوا حبة أو شعيرة - متفق عليه وروى البخاري عن ابن عباس من صور صورة فان اللّه معذبه حتى ينفخ فيه الروح فليس بنافخ فيها ابدا - وقيل معنى الأذى مخالفة امر اللّه وارتكاب معاصيه وانما ذكر على ما يتعارف الناس بينهم واللّه منزه من ان يلحقه أذى من أحد ويؤذون رَسُولَهُ قال ابن عباس هو انه شج وجهه وكسرت رباعيته وقيل ساحر شاعر معلم مجنون - وهذا الذي ذكرنا انما يستقيم على قول من جوز اطلاق اللفظ الواحد على معنيين وعند الجمهور معناه ان الذين يرتكبون ما يكرهه اللّه ورسوله وجاز ان يكون معنى الآية
الذين يؤذون رسول اللّه وذكر اللّه لتعظيم الرسول كانّ من أذى الرسول فقد أذى اللّه أخرج ابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس ان الآية نزلت فى الذين طعنوا على النبي صلى اللّه عليه وسلم


الصفحة التالية
Icon