ج ٧، ص : ٣٨٤
انه قد اذن لكن ان تخرجن لحاجتكن - قلت يعنى اذن لكن ان تخرجن متجلببات قال ابن عباس وأبو عبيدة امر نساء المؤمنين ان يغطين رؤسهن ووجوههن بالجلابيب الا عينا واحدا ليعلم انهن الحرائر ومن للتبعيض لأن المرأة ترخى بعض جلبابها ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ بإضمار إلى متعلق بأدنى أى اقرب إلى ان يعرفن أو بتقدير المضاف أى ادنى اسباب معرفتهن انهن حرائر فَلا يُؤْذَيْنَ عطف على يعرفن أى فلا يتعرضهن أهل النفاق والفسق وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً لما سلف رَحِيماً (٥٩) بعباده حيث يراعى مصالحهم حتى الجزئيات منها - قال أنس مرّت بعمر بن الخطاب رضى اللّه عنه جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال يا لكاع « ١ » أتشبهين بالحرائر القى القناع.
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ عن نفاقهم وعما يتعرضون للنساء وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أى ضعف ايمان وقلة ثبات عليه أو فجور عن تزلزلهم فى الدين أو فجورهم وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ الذين يوقعون فى المدينة الرجفة وهو الزلزلة والاضطراب الشديد وذلك ان أناسا من المنافقين كانوا إذا خرجت سرايا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوقعون.
فى الناس الاخبار الكاذبة يقولون انهم قتلوا وانهزموا ويقولون قد أتاكم العدو ونحوها وقال الكلبي يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا ويفشون الاخبار يعنى الكاذبة لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ جواب لقسم محذوف لفظا وللقسم والشرط معا معنى أى لنأمرنك بقتالهم واجلائهم أو ما يضطرهم إلى طلب الجلاء أو لنسلطنك عليهم ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ عطف على لنغرينّك لأنه يجوز ان يجاب به القسم لصحة قولك لأن لم ينتهوا لا يجاورونك ولمّا كان الجلاء عن الوطن من أعظم المصائب عطف بثم لبعد حاله عن حال المعطوف عليه أى لا يساكنونك فِيها أى فى المدينة إِلَّا قَلِيلًا (٦٠) أى زمانا قليلا أو جوارا قليلا حتى يخرجوا منها أو يقتلوا.
مَلْعُونِينَ منصوب على الذم والشتم أو الحال والاستثناء شامل له
_________
(١) اللكع عند العرب العبد ثم استعمل فى الحمق والذم يقال للرجل لكع وللمرءة لكاع واكثر ما يقع فى النداء وهو اللئيم وقيل الوسخ قد يطلق على الصغير ١٢ نهايه جزرى منه رح