ج ٨، ص : ٦
صلى اللّه عليه وسلم والناس فقام قياما طويلا فذكر الحديث بطوله حتى قال قالوا يا رسول اللّه رايناك تناولت شيئا فى مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت فقال انى رايت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا ورايت النار فلم ار كاليوم منظرا قط أفظع ورايت اكثر أهلها النساء الحديث - ولا شك ان دخول النساء فى النار لا يكون الا بعد القيامة وقد راه النبي صلى اللّه عليه وسلم موجودا لا يقال لعل النبي صلى اللّه عليه وسلم راى صورة النار والجنة فى عالم المثال مثل ما يرى النائم فى المنام لأن قوله لو أخذته لا كلتم منه ما بقيت الدنيا صريح فى انه صلى اللّه عليه وسلم راى حقيقة الجنة والنار دون مثالهما
وما روى مسلم عن جابر ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال رايت الجنة فرايت امراة أبى طلحة وسمعت خشخشة امامى فإذا بلال وما روى أحمد وأبو داود والضياء عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما عرج بي ربى عزّ وجلّ مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبرئيل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون فى اعراضهم وعن جابر قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عرضت علىّ النار فرايت فيها امراة من بنى إسرائيل تعذب فى هرة ربطها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من حشاش الأرض حتى ماتت جوعا ورايت عمر بن عامر الخزاعي يجر قصبه فى النار وكان أول من سيب السوائب - رواه مسلم وقال اكثر المفسرين معنى قوله تعالى لا يَعْزُبُ عَنْهُ أى علمه مِثْقالُ ذَرَّةٍ... وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ أى من الذرة وَلا أَكْبَرُ منه إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٣) حملة مؤكدة لنفى العزوب ان كان المراد بالعزوب العزوب عن علمه أو المراد بالكتاب المبين علمه تعالى أو اللوح المحفوظ الذي حاك عن بعض من علومه وان كان المراد عدم عزوب شيء من ذاته سبحانه فهذا تأسيس لا تأكيد وأصغر واكبر مرفوعان بالابتداء ويؤيده القراءة بالفتح على اعمال لا التي لنفى الجنس - ولا يجوز العطف مرفوعا على مثقال ومفتوحا على ذرة فى محل الجر لامتناعها من الصرف لأن الاستثناء عنه؟؟؟ ولا يجوزان يكون الاستثناء منقطعا بمعنى لكن لأن الاستدراك والاستثناء المنقطع