ج ٨، ص : ١٢
فقال يايّها الرّسل كلوا من الطّيّبات واعملوا صالحا الحديث - رواه مسلم.
وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ قرأ أبو بكر عن عاصم بالرفع على انه مبتدا محذوف الخبر تقديره ولسليمان الرّيح مسخّرة أورد الجملة اسمية للدلالة على ان كونها مسخرة لسليمان امر ثابت عند العامة مذكور على الالسنة أو على تقدير فعل مجهول يعنى سخّر لسليمان الريح والباقون بالنصب على انه مفعول لفعل محذوف تقديره وسخرنا لسليمان الريح والجملة معطوفة على مفهوم كلام سابق فانه يفهم من قوله تعالى يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ انه سخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وقد ورد بهذا اللفظ فى سورة الأنبياء غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ جملة مستأنفة أى جريها بالغد ويعنى من الصباح إلى الزوال كان مسيرة شهر وبالعشي أى من الزوال إلى الغروب كان كذلك قال الحسن كان يغدو من دمشق فيقيل بإصطخر وبينهما مسيرة شهر ثم يروح من إصطخر فيبيت ببابل وبينهما مسيرة شهر للراكب المسرع وقيل انه كان يتغدى بالري ويتعشى بسمرقند وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ النحاس عطف على سخرنا لسليمان الريح أسال اللّه تعالى له النحاس المذاب من معدنه فنبع منه بنوع الماء من الينبوع ولذلك سماه عينا - قال البغوي قال أهل التفسير أجريت له عين النحاس ثلاثة ايام إلى اليمن كجرى الماء وكان بأرض اليمن وانما ينتفع الناس اليوم ما أخرج اللّه لسليمان عليه السلام وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ على تقدير كون الريح مرفوعا الموصول مع الصلة مبتدا خبره محذوف أى مسخرة ومن الجن حال من الضمير المستكن فى يعمل عطف جملة اسمية على جملة اسمية وعلى تقدير كونه منصوبا الموصول معطوف على الريح ومن الجن حال منه مقدم عليه تقديره وسخرنا له من يعمل بين يديه من الجن بِإِذْنِ رَبِّهِ أى بامره وحكمه أو بإرادته وتسخيره متعلق بيعمل وَمَنْ يَزِغْ أى من يعدل مِنْهُمْ أى من الجن عَنْ أَمْرِنا أى عما أمرنا به من طاعة سليمان واردنا ذلك
نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ (١٢) قيل المراد به عذاب الاخرة وقيل المراد به الإحراق بالنار فى الدنيا - قلت ان كان المراد بالاذن والأمر الأمر التكليفي