ج ٨، ص : ١٤
بأساطين المينا الصافي وسقّفه بألواح الجواهر الثمينة وجصص سقوفه وحيطانه باللئالي واليواقيت وسائر الجواهر وبسط ارضها بألواح الفيروزج - فلم يكن يومئذ فى الأرض بيت ابهى وأنور من ذلك المسجد كان يضيء فى الظلة كأنَّه القمر ليلة البدر - فلما فرغ منه جمع إليه أحبار بنى إسرائيل فاعلمهم انه بناه اللّه تعالى وان كل شيء فيه خالص للّه واتخذ ذلك اليوم الذي فرغ منه عيدا عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لمّا فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سال ربه ثلاثا فاعطاه اثنين وانا أرجو أن يكون أعطاه الثالثة سال حكما يصادف حكمة فاعطاه إياه وسال ملكا لا ينبغى لاحد من بعده فاعطاه إياه وسال ان لا يأتى هذا البيت أحد يصلى فيه ركعتين إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وانا أرجو أن يكون قد أعطاه ذلك - رواه البغوي وعن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلوة الرجل فى بيته بصلوة وصلوته فى مسجد القباء بخمس وعشرين صلوة وصلاته فى المسجد الذي يجمع فيه بخمس مائة صلوة وصلاته فى المسجد الأقصى بألف صلوة وصلاته فى مسجدى بخمسين الف صلوة وصلوته فى المسجد الحرام بمائة الف صلوة - رواه ابن ماجة وعن أبى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لا تشد والرحال الا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدى هذا - متفق عليه مسئلة هل يجوز تزيين المساجد بالذهب والفضة ونحوهما قال بعضهم يكره ذلك لأن فيه اضاعة المال وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما اثر بشييد المساجد رواه أبو داود عن ابن عباس وقال ابن عباس لتذخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى وقال عليه السلام ان من اشراط الساعة ان تزين المساجد الحديث - وقال بعضهم هو قربة لما فيه من تعظيم المسجد وقصة سليمان عليه السلام فى تزيين مسجد بيت المقدس يؤيد هذا القول قال صاحب الهداية وهذا
إذا فعل من مال نفسه واما المتولى فيفعل من مال الوقف ما يرجع إلى احكام البناء دون ما يرجع إلى النقش حتى لو فعل يضمن وقال ابن همام ولا شك ان الدفع إلى الفقير اولى من تزيين المسجد وعند اكثر علمائنا لا بأس بأن ينقش المسجد بالجص والساج وماء الذهب وقوله لا بأس يشير إلى انه لا يؤجر عليه


الصفحة التالية
Icon