ج ٨، ص : ٣٨
فيكون وعدا بإظهار الإسلام روى أحمد عن المقداد انه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر الا ادخله اللّه كلمة الإسلام بعز عزيزا وذل ذليل اما يعزهم اللّه فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فيدينون لها عَلَّامُ الْغُيُوبِ (٤٨) بالرفع صفة محمولة على محل اسم انّ أو بدل من المستكن فى يقذف أو خبر ثان لأن أو خبر محذوف أى هو علّام الغيوب يعلم من هو أهل للاجتباء بالوحى ويعلم عاقبة امر الإسلام حيث يدفع به الكفر ويظهره فى الأقطار.
قُلْ يا محمد جاءَ الْحَقُّ أى القرآن والإسلام والتوحيد وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (٤٩) أى ذهب الباطل يعنى الشرك وزهق فلم يبق منه بقية تبدى شيئا أو تعيده كما قال بل يقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق وقال قتادة الباطل إبليس أى ما يخلق إبليس أحدا ولا يبعثه وهو قول الكلبي أيضا وقيل الباطل الأصنام - قال البغوي ان كفار مكة كانوا يقولون للنبى صلى اللّه عليه وسلم انك قد ضللت حتى تركت دين ابائك فانزل اللّه تعالى.
قُلْ يا محمد إِنْ ضَلَلْتُ يعنى ما تدينت به من الدين ان كان ضلالا كما تقولون فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي يعنى وبال ضلالى انما يعود إلى نفسى فكيف اختار الوبال على نفسى مع انه لا جنون بي ولا منفعة دنيوية يعود الىّ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي يعنى ان كان هذا هداية فليس من قبل نفسى ولا من عند أحد من أهل هذا البلد لظهور انى أمي ما كتبت ولا قرأت على أحد فليس هو الا مستفادا من اللّه وحيا فيجب عليكم ان تتبعونى فتهتدوا كما اهتديت فهذا استدلال على النبوة وهذا الوجه المقابلة بين الشرطين وقال البيضاوي فى وجه المقابلة ان معنى قوله ان ضللت فانّما اضلّ على نفسى فان وبال ضلالى عليها فانه بسببها فانها هى الضالة بالذات والامارة بالسوء وان أهديت فبهدايته تعالى فعلى هذا وزان هذه الآية قوله تعالى ما أصابك من حسنة فمن اللّه وما أصابك من سيّئة فمن نفسك


الصفحة التالية
Icon