ج ٨، ص : ٥٥
أعمالهم أخرج ابن أبى حاتم وأبو نعيم عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوفّيهم أجورهم يدخلهم الجنة ويزيدهم من فضله الشفاعة لمن وجب له النار ممن صنع إليهم المعروف فى الدنيا إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠) هذه الجملة فى مقام التعليل لما سبق ويرجون خبر ان وجاز ان يكون لهذا خبران بتقدير الرابط يعنى انه غفور لفرطاتهم شكور لطاعاتهم قال ابن عباس يغفر العظيم من ذنوبهم ويشكر القليل من أعمالهم أى يجازيهم عليه وعلى هذا يرجون حال من فاعل أنفقوا أخرج عبد الغنى ان هذه الآية نزلت فى حصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف.
وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ يعنى القرآن ومن للبيان أو الجنس أو للتبعيض هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ أى احقه مصدقا لما تقدمه من الكتب السماوية حال مؤكدة لأن حقيقته يستلزم موافقته إياها فى العقائد واصول الاحكام والاخبار إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١) عالم بظواهر الأشياء وبواطنها فهو عالم بانك حقيق لأن يوحى إليك هذا الكتاب المعجز الذي هو عياد على سائر الكتب..
ثُمَّ أَوْرَثْنَا منك ذلك الْكِتابَ والإرث انتقال الشيء من أحد إلى غيره وقيل معنى أورثنا آخرنا ومنه الميراث لأنه اخر من سالف ومعنى الآية أخرنا القرآن من الأمم الماضية وأعطينا الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا من للتبعيض متعلق باصطفينا أو بيان للموصول ظرف مستقر حال من الضمير المنصوب المحذوف الراجع إلى الموصول يعنى الّذين اصطفيناهم من عبادنا واضافة العباد إلى نفسه للتشريف والمراد بالموصول علماء أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم من الصحابة ومن بعدهم أو الامة بأسرها كذا قال ابن عباس فان اللّه اصطفاهم على سائر الأمم وجعلهم أمته وسطا ليكونوا شهداء على الناس وخصم بكرامة الانتماء إلى سيد الأنبياء طوبى لنا معشر الإسلام ان لنا من العناية ركنا غير منهدم لمّا دعا اللّه داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم وقيل الجملة معطوفة على انّ الّذين يتلون