ج ٨، ص : ٦٠
الّا اللّه وحشة فى الموت ولا فى القبور ولا فى النشور كانى انظر إليهم عند الصيحة ينفضون رءوسهم من التراب يقولون الحمد للّه الّذى اذهب عنّا الحزن رواه الطبراني قال ابن عبّاس حزن النار وقال قتادة حزن الموت وقال مقاتل لانهم كانوا لا يدرون ما يفعل بهم وقال عكرمة خوف الذنوب والسيّئات وخوف رد الطاعات وقال الكلبي ما كان يحزنهم فى الدنيا من امر يوم القيامة وقال سعيد بن جبير همّ الخبز فى الدنيا وقيل همّ المعاش والمعاد والحق ان المراد به جنس الحزن مطلقا إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ للذين ظلموا على أنفسهم شَكُورٌ (٣٤) للمقتصدين والسابقين.
الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مصدر ميمى أى دار الاقامة مِنْ فَضْلِهِ أى من انعامه وتفضّله إذ لا واجب عليه شىء أخرج البيهقي فى البعث وابن أبى حاتم من طريق نقيع بن الحارث عن عبد اللّه بن أبى اوفى قال قال رجل يا رسول اللّه ان النوم مما يقر اللّه به أعيننا فى الدنيا فهل فى الجنة من نوم قال لا ان النوم شريك الموت وليس فى الجنة موت قال فما راحتهم فاعظم ذلك صلى اللّه عليه وسلم وقال ليس فيها لغوب كل أمرهم راحة فنزلت لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ أى تعب وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (٣٥) كلال واعياء من التعب ذكر الثاني التابع للاول للتصريح بنفيه ومزيد التأكيد وجملة لا يمسّنا حال من مفعول احلّنا -.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا عطف على ثمّ أورثنا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ أى لا يحكم عليهم بالموت فَيَمُوتُوا ويستريحوا منصوب بان مقدرة فى جواب النفي تقديره لا يكون عليهم قضاء بالموت فيموتوا روى الشيخان فى الصحيحين عن ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا صار أهل الجنة إلى الجنة واهل النار إلى النار جئ بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادى يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم - وأخرج الشيخان عن أبى سعيد نحوه وفيه يجاء بالموت يوم القيامة كأنَّه كبش أملح الحديث وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها طرفة عين بل كلّما نضجت جلودهم بدلوا بجلود غيرها ليذوقوا العذاب وكلّما خبث زيدوا سعيرا كَذلِكَ أى جزاء مثل ذلك الجزاء نَجْزِي كُلَّ