ج ٨، ص : ٧٢
عَلى أَكْثَرِهِمْ
يعنى قوله تعالى لاملانّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين فَهُمْ أى ذلك الأكثر لا يُؤْمِنُونَ (٧) أخرج ابن جرير عن عكرمة قال أبو جهل لأن رايت محمدا لافعلن ولافعلن فنزلت.
إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا إلى قوله لا يبصرون فكانوا يقولون هذا محمد فيقول اين هو اين هولا يبصره وقال البغوي نزلت فى أبى جهل وصاحبه المخزوميين وذلك ان أبا جهل كان قد حلف لأن راى محمدا يصلى ليرضخن رأسه فراه وهو يصلى ومعه حجر ليدمغه فلمّا رفعه انثنت يده إلى عنقه ولزق الحجر بيده فلمّا عاد إلى أصحابه وأخبرهم بما راى سقط قال رجل من بنى مخزوم انا اقتله بهذا الحجر فاتاه وهو يصلى ليرميه بالحجر فاعمى اللّه بصره فجعل يسمع صوته ولا يراه فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه فقالوا له ما صنعت فقال ما رايته ولقد سمعت صوته وحال بينى وبينه شىء كهيئة الفحل يخطر بذنبه ولو دنوت منه لاكلنى فانزل اللّه تعالى انّا جعلنا فى أعناقهم أغلالا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ أى الاغلال وأصله إلى أذقانهم فلا يخليهم يطاطئون وقال البغوي هى كناية عن الأيدي وان لم يجر لها ذكر لأن الغل يجمع اليد إلى العنق معناه انّا جعلنا فى أيديهم وأعناقهم أغلالا فهى إلى الأذقان فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨) الفاء للسببية فان الاغلال سبب للاقحام يعنى هم رافعون رءوسهم غاضون أبصارهم لا يستطيعون النظر إلى شىء وأخرج البيهقي فى الدلائل من طريق السدّى الصغير عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس ان ناسا من بنى مخزوم تواصوا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم ليقتلوه منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة فبينا النبي صلى اللّه عليه وسلم قائم يصلّى يسمعون قراءته أرسلوا إليه الوليد ليقتله فانطلق حتى اتى المكان الذي يصلى فيه فجعل يسمع قرائة ولا يراه فانصرف إليهم فاعلمهم فاتوه فلما انتهوا إلى المكان الذي هو يصلى فيه سمعوا قرائة فيذهبون إلى الصوت فإذا الصوت من خلفهم فيذهبون إليه فيسمعونه أيضا من خلفهم فانصرفوا ولم يجدوا إليه سبيلا فذلك قوله تعالى.
وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ


الصفحة التالية
Icon