ج ٨، ص : ٩٤
وابن عامر وأبو عمرو بضم الجيم وسكون الباء « و تخفيف الباء أبو محمد » والباقون بضم الجيم والباء بغير تشديد وكلها لغات ومعناها الخلق والجماعة أى خلقا كَثِيراً جواب قسم محذوف رجوع إلى بيان معادات الشيطان وظهور عداوته ووضوح إضلاله لمن له ادنى عقل فانه انما يأمر بالفحشاء والمنكر وترك عبادة الخالق الرازق الضارّ النافع إلى عبادة من لا يضر ولا ينفع وترك اتباع النبي الناصح المؤيد بالمعجزات إلى اتباع هوى النفس أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢) عداوته مع وضوحها الاستفهام للتوبيخ وجملة ولقد أضل معترضة للتوبيخ ويقال لهم لما دنوا من النار.
هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣) اصْلَوْهَا ادخلوها وذوقوا حرها الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤) أى بكفركم فى الدنيا.
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥) جملة فيها التفات من الخطاب إلى الغيبة أخرج مسلم عن أنس قال كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون فيما اضحك قلنا اللّه ورسوله اعلم قال من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب الم تجرنى من الظلم فيقول بلى فيقول فانى لا أجيز على نفسى الا بشاهد منى فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا فيختم على فيه ويقال لاركانه انطقى فينطق بأعماله ثم يخلّى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكنّ وسحقا فعنكنّ اناصل « أجادل منه ». وأخرج مسلم عن أبى هريرة قال قالوا يا رسول اللّه هل نرى ربّنا يوم القيامة قال هل تضارّون فى روية الشمس فى الظهيرة ليست فى سحابة قالوا لا قال فهل تضارون فى رؤية القمر ليلة البدر ليست فى سحابة قالوا لا قال فو الذي نفسى بيده لا تضارّون فى رؤية ربكم الا كما تضارّون فى رؤية اجرهما فياتى العبد فيقول أى فلان الم أكرمك ا لم اسودك « اى جعلتك سيدا - منه ره » ا لم أزوجك الم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك تتراس « اى تكون راسا على قومك - منه ره » وتربغ « ١ » قال بلى يا رب فيقول أظننت انك ملاقى فيقول لا فيقول انى أنساك كما نسيتنى ثم يلقى الثاني فيقول له مثل ذلك ويقول هو مثل ذلك ثم يلقى الثالث
_________
(١) أى تأخذ اربع مما يحصل لهم من الغانم والكب وكان ذلك عادة الأمر أو فى الجاهلية. منه رحمه اللّه


الصفحة التالية
Icon