ج ٨، ص : ١٢٦
فشلت يده ثالثا وحلف ان عوفى ان لا يفعل ابدا فدعت سارة فصحت يده - وروى أحمد فى مسنده والبخاري ومسلم عن أبى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بينا هو ذات يوم وسارة إذ اتى على جبار من الجبابرة فقيل له ان هاهنا رجل معه امراة من احسن الناس فارسل إليه فساله عنها فقال من هذه قال أختي فاتى سارة فقال يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيرى وغيرك وان هذا سالنى فاخبرته انك أختي فلا تكذبنى فارسل إليها فلمّا دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فاخذ فقال ادعى اللّه لى ولا اضرك فدعت اللّه فاطلق ثم تناولها ثانيا فاخذ مثلها أو أشد فقال ادعى اللّه لى ولا اضرك فدعت اللّه فاطلق فدعا بعض حجبته فقال انك لم تأتينى بانسان انما أتيتني بشيطان فاخدمها هاجر فاتته وهو قائم يصلى فاومى بيده مهيم قالت رد اللّه كيد الفاجر فى نحره وأخدمني هاجر - وفى المواهب اللّدنية ان فى رواية صارت يد صادف مغلولة حين مدها إلى سارة فاستغاث صادف بإبراهيم عليه السلام فدعا ابراهيم فاطلق اللّه يده فاعطاه هاجر أم إسماعيل عليه السلام وقال لا سبيل لى إلى سارة بعد وكانت هاجر امينة وخازنة وجليسة وقال حين وهبها ما أجرك الخطاب لابراهيم ان وهبها له أو لسارة ان وهبها لها فسميت هاجر من ذلك ثم وهبها ابراهيم لسارة طلبا لرضاها فلم يلد سارة قبل ولادة إسماعيل وظنت بها العقم وقالت لابراهيم ان هاجر امراة مرغوبة فقد وهبتها لك لعله يكون لك منها ولد فوطيها فولدت إسماعيل عليه السلام.
قلت وذلك حين دعا ابراهيم ربه وقال.
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠٠) أى هب لى ولدا كائنا من الصالحين قال مقاتل لما قدم الأرض المقدسة سال ربه الولد..
فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (١٠١) يعنى ذا إناءة وعقل كذا فى القاموس يعنى إسماعيل عليه السلام وهو الصحيح واليه ذهب ابن عمر وهو قول سعيد بن المسيب والشعبي والحسن البصري ومجاهد والربيع بن أنس ومحمد بن كعب القرظي والكلبي وهو رواية عن عطاء بن أبى رباح ويوسف بن مامك عن ابن عباس قال المفدى إسماعيل - وأخرج الواقدي وابن عساكر من طريق عامر بن سعيد عن أبيه انه كانت سارة تحت ابراهيم فمكثت عنده دهرا لا يرزق ولدا فلمّا رات ذلك وهبت له هاجر أمة قبطية فولدت له إسماعيل فغارت من ذلك سارة وقد


الصفحة التالية
Icon