ج ٨، ص : ١٤٤
لقمة وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) أى داخل فى الملامة أو أت بما يلام عليه أو مليم نفسه حال من مفعول التقمه -.
فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) قال ابن عباس من المصلين وقال وهب من العابدين قال الحسن ما كانت له صلوة فى بطن الحوت ولكنه قدم عملا صالحا قال الضحاك شكر اللّه له طاعته القديمة - قلت ويمكن ان يكون هو مصليّا فى بطن الحوت بالاشارة لكونه حيّا مفيقا والاولى ان يقال ولو لا انه كان من المسبحين فى بطن الحوت يعنى ذاكرا له بقوله لا اله الّا أنت سبحانك انّى كنت من الظّالمين كما نطق به القران.
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤) يعنى لمات فى بطنه وصار له قبرا فيبقى اجزاؤه مختلطا بأجزاء الحوت حيثما كان فى علم اللّه إلى يوم القيامة.
فَنَبَذْناهُ بان حملنا الحوت على لفظه بِالْعَراءِ أى المكان الخالي مما يغطيه من الشجر ونحوه وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) كالفرخ الممعط وقيل كان قد بلى لحمه ورق عظمه ولم يبق له قوة واختلفوا فى مدة لبثه فى بطن الحوت قال البغوي قال مقاتل بن حبان ثلاثة ايام وكذا أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وقال البغوي قال عطاء سبعة أيام كذا أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وقال البغوي قال الضحاك عشرين يوما وقال السدىّ والكلبي ومقاتل بن سليمان أربعين يوما كذا أخرج الحاكم عن ابن عباس وابن أبى شيبة واحمد فى الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبى مالك وعبد الرزاق وابن مردوية عن ابن جريج وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة وأخرج عبد بن حميد فى زوائد الزهد انه بعض يوم وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم والبغوي عن الشعبي انه التقمه ضحى ولفظه عشية.
وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ أى فوقه مظلة شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦) قال البغوي قال الحسن ومقاتل كل نبت يمتد وينبسط على وجه الأرض ليس له ساق ولا يبقى على الشتاء نحو القرع والقثاء والبطيخ فهو يقطين وقال كان ذلك اليقطين بساق على خلاف العادة انتهى وهو يفعيل من قطن بالمكان إذا قام به قلت وكان قرعا تغطه من أوراقها


الصفحة التالية
Icon