ج ٨، ص : ١٤٩
والشرط محذوف تقديره إذا جعلتم بينه وبين الجنة نسبا فانّكم وَما تَعْبُدُونَ (١٦١) من الأصنام.
ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ أى على اللّه متعلق بقوله بِفاتِنِينَ (١٦٢) أى بمضلين الناس بالإغواء أحدا.
إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣) فى علم اللّه يعنى من سبق لهم فما علم اللّه القديم الشقاوة -.
وَما مِنَّا معشر الملائكة أحد إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) هذه الجملة بتقدير القول معطوف على قوله تعالى ولقد علمت الجنّة تقديره وقالت ما منّا الّا له مقام معلوم فى العبودية أو فى السماوات يعبد اللّه فيه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أطت « ١ » السماء وحق لها ان تاط والذي نفسى بيده ما فيها موضع اربعة أصابع الا وملك واضع جبهته ساجدا للّه - رواه البغوي أو مقام معلوم فى مراتب القرب لا يتجاوز عنه وكذا قال السدى الّا له مقام معلوم فى القربة والمشاهدة وقال أبو بكر الوراق الّا له مقام معلوم يعبد اللّه عليه كالخوف والرجاء والمحبة والرضاء - قلت واما الانس فلا يزال يرتقى على معارج القرب قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حكاية عن اللّه سبحانه ما يزال عبدى يتقرب الىّ بالنوافل حتى أحببته الحديث. رواه البخاري عن أبى هريرة واما الملائكة فلا يتجاوزون عن مقاماتهم عن زرارة بن أبى اوفى ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لجبرئيل هل رايت ربّك فانتفض جبرئيل وقال يا محمد ان بينى وبينه سبعين حجابا من نور لو دنوت من بعضها لاحترقت هكذا فى المصابيح ورواه أبو نعيم فى الحلية عن أنس الا انه لم يذكر فانتفض جبرئيل عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان اللّه خلق اسرافيل منذ يوم خلقه صافا قدميه لا يرفع بصره بينه وبين الرب تبارك وتعالى سبعون نورا ما منها من نور يدنو منه الا احترق - رواه الترمذي وصححه وهذه الآية رد على عابدى الملائكة نظيره قوله تعالى لقد كفر الّذين قالوا انّ اللّه هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا اللّه ربّى وربّكم انّه من يّشرك باللّه
_________
(١) الأطيط صوت الاقتاب يعنى آواز پالان شتر قال فى النهاية يعنى انّ كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلتها حتى أطت وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة وان لم يكن ثمه اطيطه نور اللّه مرقده -