ج ٨، ص : ١٥٩
افاقة المريض من غلبة المرض وبالضم ما بين الحلبتين وهى تحلب ناقة وتترك ساعة حتى يجتمع اللبن فى الضرع بين الحلبتين يعنى مالها مهلة مقدار ما بين الحلبتين قيل هما مستعاران من الرجوع لأن اللبن يعود إلى الضرع بين الحلبتين وافاقة المريض رجوعه إلى الصحة يعنى لا رجوع إلى الدنيا بعد الصيحة أو إذا جاءت الصيحة لم ترد ولم تصرف أو لا نظرة قدر ما بين الحلبتين أو لا افاقة ولا راحة حينئذ قال الكلبي لمّا نزلت فى الحاقة فامّا من اوتى كتابه بيمينه وامّا من اوتى كتابه بشماله قالت كفار مكة استهزاء ربّنا عجّل لّنا قطنا فنزلت.
وَقالُوا عطف على قال الكافرون رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا والقطّ هى الصحيفة التي احصت كل شىء كذا قال سعيد بن جبير عن ابن عباس يعنى عجل لنا كتابنا فى الدنيا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (١٦) وروى عن سعيد بن جبير انه قال يعنون عجّل لّنا حظنا ونصيبنا من الجنة التي يقول محمد وقال الحسن وقتادة ومجاهد والسدىّ يعنون عقوبتنا ونصيبنا من العذاب وقال عطاء هذا ما قاله النضر بن الحارث اللّهمّ ان كان هذا هو الحقّ من عندك فامطر علينا حجارة من السّماء وعن مجاهد قال قطّنا حسابنا.
اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ استهزاء وتكذيبا جملة مستأنفة وعطف عليه قوله وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ فان ذكر الأنبياء يقتضى الصبر على ما يكرهه الطبع وحبس النفس على الطاعة وعن المعصية ذَا الْأَيْدِ أى ذا القوة والبطش الشديد على الطاعة إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) أى رجّاع إلى اللّه عما سواه والى الطاعة عن المعصية قال ابن عباس أى مطيع وقال سعيد بن جبير المسبّح بلغة الحبش وهو تعليل للايد دليل على ان المراد به القوة فى الدين روى الشيخان فى الصحيحين واحمد والنسائي وابن ماجة عن ابن عمر رضى اللّه عنهما عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال أحب الصيام إلى اللّه صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما وأحب الصلاة إلى اللّه صلوة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام السدس الأخير من الليل..
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ جملة سخّرنا إلى قوله فصل الخطاب بيان لكرامة داود عليه السلام عند اللّه فكانّه بدل اشتمال لداود أى اذكر كرامة داود عند اللّه حيث


الصفحة التالية
Icon