ج ٨، ص : ٢١٨
فى منامها أى يقبض حسها وحركتها وما قيل ان للانسان نفسا وروحا فعند النوم لخرج النفس ويبقى الروح أريد بالنفس قوتها التي بها العقل والتميز يعنى يسلب عنه تلك القوة ويبقى الروح التي بها الحيوة والتنفس قال البغوي عن على كرم اللّه وجهه قال يخرج الروح عند نومه ويبقى شعاعه فى الجسد فبذلك يرى الرؤيا « ١ » فإذا انتبه من النوم عاد الروح إلى جسده بأسرع من لحظة - ان صح هذا الأثر فالمعنى عندى ان الروح يتوجه إلى مطالعة عالم المثال خارج البدن فى عالم الملكوت وذلك خروجه عند نومه ويبقى شعاعه يعنى تعلقه بالجسد كما كان فبذلك أى بخروجه يرى الرؤيا فإذا انتبه من النوم عاد الروح أى توجه إلى جسده بأسرع من لحظة فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ ولا يردها إلى البدن حتى ينفخ نفخة البعث قرأ حمزة والكسائي قضى بضم القاف وكسر الضاد على البناء للمفعول والموت بالرفع والباقون على البناء للفاعل مسندا إلى المستكن الراجع إلى اللّه والموت بالنصب على المفعولية وَيُرْسِلُ الْأُخْرى أى النفس النائمة إلى الافاقة والاحساس إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى أى الوقت المضروب لموته فى الصحيحين عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول اللهم بك أموت واحيى وإذا استيقظ قال الحمد للّه الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور - عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فانه لا يدرى ما خلفه عليه ثم يقول باسمك ربى وضعت جنبى وبك ارفعه ان أمسكت نفسى فارحمها وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين - وفى رواية ثم ليضطجع على
_________
(١) عن سليم بن عامر ان عمر بن الخطاب قال العجب من رويا الرجل انه يبيت فيرى الشيء ولم يخطر على بال فيكون روياه كالاخذ باليد ويرى الرجل رؤيا فلا يكون روياه شيئا فقال على رضى اللّه عنه أفلا أخبرك بذلك يا امير المؤمنين ان اللّه يقول اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها والّتى لم تمت فى منامها فيمسك الّتى قضى عليها الموت ويرسل الاخرى إلى أجل مسمّى فاللّه يتوفى الأنفس كلها فما رأت وهى عنده فى السماء فهى الرؤيا الصادقة وما رات إذا أرسلت إلى أجسادها تلقتها الشياطين فى الهوى فكذبتها وأخبرتها بالأباطيل فكذبت فيها فعجب عمر من قوله - ١٢ منه رحمه اللّه -