ج ٨، ص : ٢٤٩
جلال الذات وكمال الصفات المنزه عن الشريك فى الالوهية وفى شيء من الممكنات الْقَهَّارِ (١٦) الذي قهر الخلق بالموت وبالتصرف فيها بما أراد.
رواه يعنى كون السؤال والجواب من اللّه بعد فناء الخلق قبل البعث أبو هريرة فى حديث طويل عن النبي صلى اللّه عليه وسلم رواه الطبراني فى المطولات وأبو يعلى فى مسنده والبيهقي فى البعث وغيرهم وأخرج ابن أبى داود فى البعث عن أبى سعيد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ينادى مناد بين الصيحة يا ايّها الناس أتاكم الساعة ومدّ بها صوته يسمعها الاحياء والأموات وينزل اللّه إلى السماء الدنيا ثم ينادى مناد لمن الملك اليوم للّه الواحد القهار - وأخرج البيهقي عن أنس دفعه فى قوله تعالى ونفخ فى الصّور الآية فكان ممّن استثنى اللّه ثلاثة جبرئيل وميكائيل وملك الموت فيقول اللّه (و هو اعلم) يا ملك الموت من بقي فيقول وجهك الباقي الكريم وعبدك جبرئيل وميكائيل وملك الموت فيقول توف نفس ميكائيل ثم يقول (و هو اعلم) يا ملك الموت من بقي فيقول بقي وجهك الباقي الكريم وعبدك جبرئيل وملك الموت فيقول توف نفس جبرئيل ثم يقول (و هو اعلم) يا ملك الموت من بقي فيقول بقي وجهك الباقي الكريم وعبدك ملك الموت وهو ميت فيقول مت ثم ينادى انا بدأت الخلق ثم أعيده اين الجبارون المتكبرون ثم ينادى لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول هو للّه الواحد القهّار ثم ينفخ فيه اخرى فإذا هم قيام ينظرون - وسياق الآية يقتضى انه حكاية لما يسئل عنه فى ذلك اليوم بعد احياء الخلق يوم هم بارزون أو حكاية لما دلّ عليه ظاهر الحال فى ذلك الوقت من زوال الأسباب وارتفاع الوسائط وسلب الاضافة المجازى للملك والحكم إلى غيره تعالى واما حقيقة الحال فناطقة بذلك دائما.
الْيَوْمَ يعنى حين يسلب الملك المجازى من غيره تعالى ويكون الملك خاصة له ظاهرا كما هوله خاصة دائما على الحقيقة تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ بنقص الثواب وزيادة العقاب بناء على الوعد ولان الحاكم حينئذ هو اللّه وحده ولا يتصور منه الظلم لأن الظلم ما يفعله أحد