ج ٨، ص : ٢٥٣
وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ قال مقاتل والسدىّ كان قبطيا ابن عم فرعون وهو الذي حكى اللّه عنه فى سورة القصص وجاء رجل من اقصا المدينة يسعى قيل كان اسمه حبيب وقال قوم كان اسرائيليا ومجاز الآية وقال رجل مؤمن يكتم إيمانه من ال فرعون وكان اسمه جزئيل على ما روى عن ابن عباس واكثر العلماء وقال ابن إسحاق كان اسمه خبول أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أى تقصدون « ١ » قتله أَنْ يَقُولَ أى لأن يقول أو وقت ان يقول من غير رؤية وتأمل فى امره أو مخافة ان يقول رَبِّيَ اللَّهُ وحده وهو فى الدلالة على الحصر مثل صديقى زيد وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ المعجزات الكثيرة الشاهدة على صدقه مِنْ رَبِّكُمْ حيث لا يقدر على إتيان تلك المعجزات الا الذي خلقكم فانه قادر على كل شىء دون غيره وأضاف الربّ إليهم اشعارا بانه من خلقكم ورباكم قادر على ان يأخذكم بالعذاب والجملة حال من فاعل يقول ثم أخذ الرجل القائل بالاحتجاج من باب الاحتياط فقال وَإِنْ يَكُ كاذِباً كما زعمتم فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ لا يتخطاه وبال كذبه حتى يحتاج فى دفعه إلى قتله وَإِنْ يَكُ صادِقاً كما يدل عليه المعجزات والشواهد يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ أى فلا اقل ان يصيبكم بعضه وذلك البعض يكفى لهلاككم ففيه مبالغة فى التحذير واظهار الانصاف وعدم التعصب ولذلك قدم كونه كاذبا إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (٢٨) احتجاج ثالث ذو وجهين أحدهما انه لو كان مسرفا لما هداه اللّه إلى البينات ولما
_________
(١) عن على انه قال أيها الناس أخبروني بأشجع الناس قالوا لا نعلم قال أبو بكر رايت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأخذ قريش فهذا يجبئه (يجبئه : أى يجعله مثل الراكع - ١٢ منه رح) وهذا يتلتله (يتلتله : أي يحركه ويسوقه بعنف - ١٢ منه رح)، وهم يقولون أنت الذي جعلت الالهة الها واحدا قال فو اللّه ما دنا منا أحد الا أبو بكر يضرب هذا يجبئه وهذا يتلتله وهو يقول ويلكم أتقتلون رجلا ان يقول ربّى اللّه ثم رفع على برده كانت عليه فبكى حتى ابتلت لحيته ثم قال أنشدكم مؤمن ال فرعون خير أم أبو بكر فسكت القوم فقال الا تجيبونى فو اللّه لساعة من أبى بكر خير من مؤمن ال فرعون ذاك رجل يكتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه - ١٢ منه نور اللّه مرقده ١٢ -


الصفحة التالية
Icon