ج ٨، ص : ٢٧٣
أبيه ان النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا دعا رفع يديه مسح وجهه بيديه - رواه البيهقي فى الدعوات الكبير وعن عكرمة عن ابن عباس قال المسألة ان ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما - رواه أبو داود وعن ابن عمر انه يقول ان رفعكم ايديكم بدعة ما زاد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على هذا يعنى إلى الصدر. رواه أحمد وعن أبى بن كعب قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعاه بدأ بنفسه - رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب صحيح..
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ أى لتستريحوا فيه بالنوم وَالنَّهارَ مُبْصِراً أى يبصر فيه واسناد الابصار إليه مجازى مبالغة ولذلك عدل به عن التعليل إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عظيم عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٦١) لجهلهم بالمنعم وإغفالهم مواقع النعم وعظم الفضل وتكرير الناس لتخصيص الكفران بهم يعنى انهم هم الذين يكفرون ولا يشكرون كقوله انّ الإنسان لظلوم كفّار وجملة اللّه الّذى جعل لكم متصل بقوله هو الّذى يريكم آياته واللّه مبتدا والموصول خبره أو خبر مبتدا محذوف والموصول صفة له.
ذلِكُمُ المخصوص بتلك الافعال المقتضية للالوهية والربوبية مبتدا اللَّهُ لا غيره رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ من الجواهر والاعراض وافعال العباد لا إِلهَ أى لا تستحق العبادة أحد إِلَّا هُوَ إذ ليس أحد غيره موص وفا بشئ من الصفات المقتضية للالوهية المستوجبة للعبادة فَأَنَّى فكيف تُؤْفَكُونَ (٦٢) تصرفون من عبادته إلى عبادة غيره الاربعة كلها اخبار مترادفة.
كَذلِكَ أى كما افك كفار مكة يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ « ١ » اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٦٣) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً أى مستقرا وَالسَّماءَ بِناءً سقفا فوقكم استدلال ثان بافعال اخر مختصة به تعالى وَصَوَّرَكُمْ أيها الناس فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ يعنى خلقكم منتصب القامة بادى البشرة متناسب الأعضاء متهيّأ لمزاولة الصنائع واكتساب الكمالات قال ابن عباس خلق ابن آدم قائما معتدلا يأكل ويتناول بيده وغيره
_________
(١) وفى الأصل


الصفحة التالية
Icon