ج ٨، ص : ٢٩٢
وابن كثير ويعقوب وأبو بكر والسوسي أرنا بالتخفيف أى بسكون الراء هاهنا خاصة وقرأ الدوري باختلاس كسرة الراء والباقون باشباعها « اى بكسره كاملة - أبو محمد » نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا فى النار لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (٢٩) أى فى الدرك الأسفل من النار قال ابن عباس ليكونا أشد عذابا منّا -.
إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ اعترافا بربوبيته وإقرارا بوحدانيته ثُمَّ اسْتَقامُوا أى التزموا المنهج المستقيم قال المحلى نزلت فى أبى بكر الصديق وثم لتراخيه عن الإقرار فى الرتبة والمراد بالاستقامة الاعتدال وعدم الزيغ والانحراف عن الحق بوجه من الوجوه لا فى الاعتقاد ولا فى الأخلاق ولا فى الأعمال قال فى القاموس استقام اعتدل وقومته عدلته فهو قويم ومستقيم ومنه الصراط المستقيم للطريق السوي الذي يوصل سالكه إلى المطلوب البتة. فالاستقامة لفظ مختصر شامل لجميع الشرائع من الإتيان بالمأمورات والاجتناب عن المنهيات على سبيل الدوام والثبات ومن هاهنا أجاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سفيان بن عبد اللّه الثقفي حين قال يا رسول اللّه قل لى فى الإسلام قولا لا اسئل عنه أحدا بعدك وفى رواية غيرك قال قل امنت باللّه ثم استقم - رواه مسلم قال البغوي سئل أبو بكر الصديق عن الاستقامة فقال ان لا تشرك باللّه شيئا « ١ » وقال عمر بن الخطاب الاستقامة ان تستقيم على الأمر والنهى ولا تروغ روغان الثعالب وقال عثمان بن عفان أخلصوا العمل للّه وقال علىّ أدوا الفرائض وقال ابن عباس استقاموا على أداء الفرائض وقال
_________
(١) روى عن أبى بكر الصديق انه قال ما تقولون فى هاتين الآيتين انّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا والّذين أمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قالوا الّذين قالوا ربّنا اللّه ثم عملوا بها واستقاموا على امره فلم يذنبوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم لم يذنبوا قال لقد حملتموها على امر شديد الّذين أمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم نقول بشرك والّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان - كذا فى ازالة الخفا للشيخ ولى اللّه المحدث وروى النسائي والبزار وأبو يعلى وغيرهم عن أنس قال قرأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذه الآية انّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا قد قالها ناس من الياس (ثم كف أكثرهم فمن قالها حين يموت فهو ممّن استقام علما ١٢ منه رحمه اللّه)


الصفحة التالية
Icon