ج ٨، ص : ٢٩٤
فِي الْحَياةِ الدُّنْيا
يعنى كنا معكم فى الدنيا نحفظكم من الشياطين ونلهمكم بالخيرات وَ
نحن اولياؤكم فِي الْآخِرَةِ
لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة وَلَكُمْ فِيها
اى فى الجنه ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ
من اللذات والكرامات وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ
(٣١) أى ما تتمنون من الدعاء بمعنى الطلب وهو أعم من الاول.
نُزُلًا كائنا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢) نزلا حال من ما تدّعون وفيه اشعار بان ما يتمنون بالنسبة إلى ما يعطون مما لا يخطر ببالهم كالنزل للضيف أخرج البزار وابن أبى الدنيا والبيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انك لتنظر إلى الطير فى الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا - وأخرج ابن أبى الدنيا عن أبى امامة ان الرجل من أهل الجنة ليشتهى الطير فى الجنة فيخر مثل البختي حتى يقع على خوانه لم نصبه دخان ولا تمسه نار فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير - وأخرجه الترمذي وحسنه والبيهقي قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المؤمن إذا اشتهى الولد فى الجنة كان حمله ووضعه وسنه فى ساعة كما يشتهى - وعند هناد فى الزهد عن أبى سعيد قلنا يا رسول اللّه ان الولد من قرة العين وتمام السرور فهل يولد لاهل الجنة فقال إذا اشتهى إلى آخره - وأخرج الاصبهانى فى الترغيب عن أبى سعيد الخدري ولم يرفعه قال ان الرجل من أهل الجنة يتمنى الولد فيكون حمله ورضاعه وفطامه وشبابه فى ساعة واحدة - وأخرج البيهقي مرفوعا بلفظ ان الرجل يشتهى الولد فى الجنة فيكون إلى آخره - وأخرج فى التاريخ والبيهقي نحوه -.
وَمَنْ أَحْسَنُ يعنى لا أحد احسن قَوْلًا مِمَّنْ دَعا الناس إِلَى اللَّهِ إلى عبادة اللّه وتوحيده وَعَمِلَ صالِحاً فيما بينه وبين ربه وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣) تفاخرا أو اتخاذا للاسلام دينا ومذهبا من قولهم هذا قول فلان لمذهبه قال محمد بن سيرين والسدىّ هو رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال الحسن هو المؤمن أجاب اللّه فى دعوته وعمل صالحا فى اجابته وقال انّنى من المسلمين وقالت عائشة ارى هذه الآية نزلت فى المؤذّنين وقال


الصفحة التالية
Icon