ج ٨، ص : ٣٠٨
للفاعل واللّه فاعله وقرا ابن كثير بفتح الحاء على البناء للمفعول على ان كذلك مرفوع على الابتداء أى مثل ذلك ويوحى خبره المسند إلى ضميره أو كذلك منصوب على المصدر ويوحى مسند إلى إليك واللّه مرفوع على انه فاعل لفعل محذوف دل عليه السؤال المقدر يعنى من يوحى إليه فقال اللّه كما فى قول الشاعر ليبك يزيد ضارع لخصومة - على البناء للمفعول والعزيز الحكيم صفتان له مقررتان لعلو شأن الموحى به أو اللّه مبتدا والعزيز وما بعد اخبار أو العزيز الحكيم صفتان وكذا قوله.
لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ صفة بتقدير الذي أو حال وَهُوَ الْعَلِيُّ على خلقه الْعَظِيمُ (٣) حال اخر أو تذييل وهو على الوجوه الاخر جملتان مستأنفتان مقررتان لعزته وحكمته -.
تَكادُ قرأ نافع والكسائي بالياء التحتانية لأن الفاعل مؤنث غير حقيقى والباقون بالتاء الفوقانية لتأنيث السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ أى يتشققن من عظمة اللّه تعالى وعلو شأنه يدل عليه ذكره بعد قوله العلىّ العظيم وقيل يتفطرن من قول المشركين اتخذ اللّه ولدا نظيره فى سورة مريم لقد جئتم شيئا ادّا تكاد السّموت يتفطّرن وقيل يتشققن من كثرة الملائكة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أطت « ١ » السماء وحقها ان تاط والذي نفس محمد بيده ما فيها موضع شبر الا فيه جبهة ملك ساجد يسبح اللّه بحمده - رواه ابن مردوية عن أنس ورواه البغوي بلفظ ما فيها موضع قدم الا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد - قرأ البصريان وأبو بكر ينفطرن من الانفطار مِنْ فَوْقِهِنَّ أى يبتدئ الانفطار من جهتهن الفوقانية وتخصيصها على الأول لأنه أعظم الآيات وادلها على علو شأنه وعلى الثاني ليدل على ان الانفطار من تحتهن بالطريق الاولى وعلى الثالث لازدحام الملائكة على الفوق وقيل الضمير للارض فان المراد بها الجنس وهذا على الثاني وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ أى ينزهون عما يقول الظالمون من نسبة الولد وكل ما لا يليق بشأنه خضوعا لما يرون من عظمة اللّه
_________
(١) الأطيط صوت الاقتاب وأطيط الإبل أصواتها وحنينها أى ان كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت. ١٢ نهايه منه رحمه اللّه