ج ٨، ص : ٣٢٠
بسواله على التبليغ انّما هو على المجاز والمشاكلة فان الاجر للسائل على الحقيقة ليس الا ما يكون نافعا له مسئولا لانتفاعه به وهاهنا ليس كذلك بل انما سال النبي صلى اللّه عليه وسلم أمته مودته ومودة أقربائه وامره اللّه سبحانه ان يسئل ذلك لكى ينتفع الناس بمحبته فان محبة النبي صلى اللّه عليه وسلم مثمرة لمحبة اللّه تعالى وقربه وولايته وموجبة لكمال الايمان ومن هاهنا أقول ان الاولى ان يقال فى تأويل الآية لا اسئلكم اجرا الا ان تودوا اقربائى واهل بيتي وعترتى وذلك لأنه صلى اللّه عليه وسلم كان خاتم النبيين لا نبى بعده وانما انتصب للدعوة إلى اللّه بعده صلى اللّه عليه وسلم علماء أمته من أهل الظاهر والباطن ولذلك امر اللّه تعالى نبيه صلى اللّه عليه وسلم ان يأمر أمته بمودة أهل بيته لأن عليّا رضى اللّه عنه والائمة من أولاده كانوا اقطابا لكمالات الولاية ومن أجل ذلك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انا مدينة العلم وعلى بابها - رواه البزار والطبراني عن جابر وله شواهد من حديث ابن عمر وابن عباس وعلىّ وأخيه وصححه الحاكم ومن أجل ذلك ترى كثيرا من سلاسل المشائخ تنتهى إلى ائمة أهل البيت ومضى كثير من الأولياء فى السادات العظام منهم غوث الثقلين محى الدين عبد القادر الجيلي الحسنى الحسيني وبهاء الدين النقشبندي والسيد السند مودود الچشتى وسيد معين الدين الچشتى وأبو الحسن الشاذلى وغيرهم ومن أجل ذلك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتى.
وقال اكثر علماء التفسير الاستثناء منقطع والاجر مستعمل فى معناه الحقيقي فالمعنى لا اسئلكم اجرا قط ولكنى أذكركم المودة فى القربى وأذكركم قرابتى منكم كما ورد فى حديث زيد بن أرقم أذكركم اللّه فى بيتي ومما يدل على ان سوال صلى اللّه عليه وسلم مودة نفسه وأقربائه كان لينتفع بها أمته قوله تعالى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً أى من يكتسب حسنة والمراد بها حب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واله ونوابه والا فلا مناسبة لهذه الجملة بما سبق لكن اللفظ عام يعم كل حسنة نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً وذلك ان حب ال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (و هم مشائخ


الصفحة التالية
Icon