ج ٨، ص : ٣٥٠
به زكوة - رواه ابن حبان فى صحيحه من حديث أبى سعيد ولكن المسنون الإجمال فى طلب الدنيا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اجملوا فى طلب الدنيا فان كلّا ميسر لما خلق له - رواه ابن ماجة والحاكم -.
وَمَنْ « ١ » يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ أى من يعرض عن القرآن ويتعامى عنه لفرط اشتغاله باللذات وانهماكه فى الشهوات يقال عشوت إلى فلان عشوا إذا قصدته مهتديا وعشوت عنه إذا أعرضت عنه كما يقال عدلت إلى فلان وعدلت عنه أى ملت إليه وعنه ورغبت فيه ورغبت عنه قال الخليل بن أحمد اصل العشو النظر ببصر ضعيف نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً قرأ يعقوب يقيّض بالياء التحتانية على صيغة الغائب والضمير فيه راجع إلى الرحمان والباقون بالنون على التكلم والتعظيم أى نصبته له شيطانا ونضمه إليه ونسلط عليه فَهُوَ أى الشيطان لَهُ قَرِينٌ (٣٦) لا يفارقه ويزين له السيئات ويخيل إليه انه على الهدى.
وَإِنَّهُمْ أى الشياطين لَيَصُدُّونَهُمْ أى يمنعونهم جمع الضمير نظرا إلى معنى من الموصولة وهم العاشين عَنِ السَّبِيلِ أى سبيل الهدى جملة معترضة وَيَحْسَبُونَ أى العاشون أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) أى على الهداية الجملة حال من الضمير المنصوب من ليصدونهم.
حَتَّى إِذا جاءَنا غاية لحسبانهم قرأ أهل العراق غير أبى بكر جاءنا على الافراد يعنى إذا جاء العاشى والباقون جاءانا على التثنية يعنى إذا جاء العاشى وشيطانه وقد جعلا فى سلسلة واحدة
_________
(١) عن محمد بن عثمان المخزومي ان قريشا قالت قيضوا لكل رجل من اصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم رجلا يأخذه - فقيضوا لابى بكر طلحة بن عبيد اللّه فاتاه وهو فى القوم فقال أبو بكر إلى ما تدعونى قال أدعوك إلى عبادة اللات والعزى قال أبو بكر ما اللات قال ربنا قال ما العزى قال بنات فقال أبو بكر فمن أمهم فسكت طلحة ولم يجبه فقال طلحة لاصحابه أجيبوا الرجل فسكت القوم فقال طلحة قم يا أبا بكر اشهد ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه فانزل ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانا الآية ١٢ -


الصفحة التالية
Icon