ج ٨، ص : ٣٥٢
المراد به مشركوا مكة انتقم اللّه منهم يوم بدر وهذا قول اكثر المفسرين وقال الحسن وقتادة عنى به أهل الإسلام من أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم وقد كان بعد النبي صلى اللّه عليه وسلم نقمة شديدة فاكرم اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم وذهب به ولم يره فى أمته الا الذي يقر عينه وأبقى النقمة بعده وروى ان النبي صلى اللّه عليه وسلم ارى ما يصيب أمته بعده فما رئى ضاحكا منبسطا حتى قبضه اللّه - قلت لعل ذلك مقتل حسين عليه السلام وما فعل بعد ذلك بنوا امية وعن عبد الرحمان بن مسعود العبدى قال قرأ على بن أبى طالب هذه الآية فقال قد ذهب نبيه وبقيت نقمته فى عدوه.
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ من الوحى المتلو وغير المتلو فاحفظه واعمل به الفاء للسببية والجملة متصلة بقوله انّا جعلناه قرءانا عربيّا وبينهما معترضات إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٣) لا عوج له هذه الجملة فى مقام التعليل للامر بالاستمساك..
وَإِنَّهُ أى القرآن لَذِكْرٌ لَكَ أى شرف لك وَلِقَوْمِكَ قريش « ١ » الجملة حال من فاعل استمسك قال البغوي روى الضحاك عن ابن عباس رضى اللّه عنهما ان النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا سئل لمن هذا الأمر بعدك لم يجب بشئ حتى نزلت هذه الآية وكان بعد ذلك إذا سئل لمن هذا الأمر بعدك قال لقريش - وكذا روى عن على
_________
(١) وعن عدى بن حاتم قال كنت قاعدا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال الا ان اللّه علم ما فى قلبى من حبى لقومى فشرف فيهم فقال وانّه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون فجعل الذكر والشرف لقومى فى كتابه ثم قال وانذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين فالحمد للّه الذي جعل الصديق من قومى والشهيد من قومى والائمة من قومى - ان اللّه قلّب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريشا وهى الشجر المباركة التي قال اللّه فى كتابه ومثل كلمة طيّبة كشجرة طيبة يعنى قريشا أصلها ثابت وفرعها فى السّماء يقول أصلها محرم وفرعها فى السماء أى الشرف الذي شرفهم اللّه بالإسلام الذي هداهم له وجعلهم اهله ثم انزل فيهم سورة من كتابه بمكة لايلاف قريش إلى آخرها قال عدى بن حاتم ما رايت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذكر عند قريش بخير قط الا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم فى وجهه وكان كثيرا ما يتلو هذه الآية وانّه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون ١٢ منه برد الله تربته


الصفحة التالية
Icon