ج ٨، ص : ٣٦٣
الا أعيد فى مكانها مثلها - أخرج البزار عن أبى موسى الأشعري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ان اللّه تبارك وتعالى لمّا أخرج آدم من الجنة زوّده من ثمار الجنة وعلمه صفة كل شىء فثماركم لهذه من ثمار الجنة غير ان هذه تتغير وتلك لا تتغير - وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابن مسعود انه كان بالشام فذكروا الجنة فقال ان العنقود من عنا قيدها من هاهنا إلى صنعاء وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابن عباس قال ان الثمرة من ثمار الجنة طولها اثنى عشر ذراعا ليس لها عجم -.
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ أى الكاملين فى الاجرام وهم الكافرون لانهم جعلوا قسيما للمؤمنين فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (٧٣) هذه الجملة وما بعده مستأنفتان.
لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ أى لا يخفف عنهم من فترت عنه الحمى إذا سكنت قليلا وَهُمْ فِيهِ أى فى العذاب مُبْلِسُونَ (٧٥) أى آيسون من النجاة.
وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (٧٦) وَنادَوْا عطف على خبران يا مالِكُ اسم لخازن النار لِيَقْضِ عَلَيْنا أى ليمتنا رَبُّكَ فنستريح قالَ اللّه تعالى أو قال مالك بعد الف سنة إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (٧٧) مقيمون فى العذاب لاخلاص لكم بموت ولا غيره أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا والبيهقي عن ابن عباس فى هذه الآية قال يمكث عنهم الف سنة ثم يجيبهم انّكم مكثون وأخرج هناد والطبراني وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي وعبد اللّه بن أحمد فى زوائد الزهد عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال ان أهل النار ينادون مالكا يا ملك ليقض علينا ربّك فيذرهم أربعين عاما لا يجيبهم ثم يرد عليهم انّكم ماكثون ثم ينادون ربهم ربّنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوما ضالّين ربّنا أخرجنا منها فان عدنا فانّا ظلمون فيذرهم مثل الدنيا مرتين لا يجيبهم ثم يجيبهم اخسئوا فيها ولا تكلّمون قال فما يتكلم القوم بعدها بكلمة وما هو الا الزفير والشهيق - وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن محمد بن كعب انه قال لاهل النار خمس دعوات يجيبهم اللّه فى اربعة فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها ابدا يقولون ربّنا امتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين


الصفحة التالية
Icon