ج ٨، ص : ٣٦٩
إقراركم إذا سئلتم من خلقها فقلتم اللّه علمتم ان الأمر كما قلنا أو ان كنتم مريدين اليقين فايقنوا ذلك أو ان كنتم موقنين بان اللّه رب السماوات والأرض فايقنوا ان محمدا رسول اللّه.
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ أى لا يستحق العبادة غيره إذ لا خالق سواه جملة مقررة لقوله رب السّموت والأرض أو خبر اخر لأن يُحْيِي وَيُمِيتُ كما تشاهدون خبر اخر لأن أو حال من هو رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) خبر اخر لأن أو بدل من هو.
بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ من البعث أو من القرآن إضراب من الإيقان يَلْعَبُونَ (٩) حال من الضمير فى الظرف أى يلهون بالقران ويستهزءون بك يا محمد فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة -.
فَارْتَقِبْ يا محمد الفاء للسببية يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠).
يَغْشَى النَّاسَ يوم مفعول به لارتقب واختلفوا فى هذا الدخان قال ابن عباس وابن عمر والحسن رضى اللّه عنهم انه من اشراط الساعة أخرج ابن جرير والثعلبي والبغوي من حديث حذيفة يقول قال النبي صلى اللّه عليه وسلم أول الآيات الدخان ونزول عيسى بن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا قال حذيفة يا رسول اللّه ما الدخان فتلا هذه الآية يوم تأتي السّماء بدخان مبين يملاها بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة فامّا المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة واما الكافر كمنزلة السكران تخرج من منخره واذنيه ودبره - وأخرج الطبراني بسند جيد عن أبى مالك الأشعري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان ربكم أنذركم ثلاثا الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل سمع فيه والدابة والثالث الدجال - له شواهد قوله هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ مقدر بالقول وقع حالا وقوله إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢) وعد منهم بالايمان ان كشف عنهم العذاب تقديره يقول الكافرون من الناس هذا القول.
أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى أى من اين لهم التذكر والاتعاظ بهذه الحالة الاستفهام للانكار والجملة مستأنفة قول من اللّه تعالى فى جواب هل يتذكرون وَقَدْ جاءَهُمْ يعنى والحال انه قد جاء