ج ٨، ص : ٣٧٧
الآفات والانتقال.
جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
(٥٢) بدل من مقام جئ به للدلالة على نزاهته واشتماله على ما يستلذ به من المآكل والمشارب.
يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ خبر ثان أو حال من الضمير فى الجار والمجرور أو استئناف السّندس مارق من الحرير والإستبرق ما غلظ منه أخرج ابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا عن كعب قال لو ان ثوبا من ثياب الجنة لبس اليوم فى الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم - وأخرج الصابوني فى الماءتين عن عكرمة قال ان الرجل من أهل الجنة ليلبس الحلة فتكون فى ساعته سبعون لونا مُتَقابِلِينَ (٥٣) فى مجالسهم ليستأنس بعضهم ببعض.
كَذلِكَ أى الأمر كذلك وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) الجملة حال بتقدير قد أو عطف على خبران أى الزمناهم وقرنّاهم بهن ولذلك عدى بالباء وليس من عقد التزويج لأنه لا يقال زوجته بامراة قال أبو عبيدة جعلناهم أزواجا بهن كما تزوج النعل بالنعل أى جعلناهم اثنين اثنين والحور النساء النقيات البياض يحار فيهن الطرف من بياضهن وصفاء لونهن جمع حوراء والعين جمع العيناء وهى العظيم العينين - أخرج الطبراني عن أبى امامة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خلق الحور العين من الزعفران - وأخرج البيهقي مثله عن أنس مرفوعا وعن ابن عباس موقوفا وعن مجاهد كذلك وأخرج ابن المبارك عن زيد بن اسلم قال ان اللّه تبارك وتعالى لا يخلق الحور العين من تراب انما خلقهن من مسك وكافور وزعفران - وأخرج ابن أبى الدنيا عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لو ان حورا بزقت فى بحر لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها - وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابن عباس قال لو ان حورا أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت نصيفها لكان الشمس عند حسنه مثل الفتيلة فى الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لاضاء حسنها ما بين السماء والأرض - وأخرج هناد عن حبان بن احيلة قال ان نساء أهل الدنيا إذا ادخلن الجنة فضلن على الحور العين