ج ٨، ص : ٣٩٣
سورة الأحقاف
مكّيّة وخمس وثلاثون اية ربّ يسّر وتمّم بالخير
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) مرّ تفسيره فى سورة الجاثية.ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا خلقا متلبّسا بِالْحَقِّ دليلا على وجود الصانع القديم الحكيم وعلى البعث للمجازاة على ما يقتضيه الحكمة والعدالة وَأَجَلٍ مُسَمًّى أى بتقدير أجل مسمى ينتهى إليه السماوات والأرض أى يوم القيامة وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا أى عن الانذار أو عما انذروا به فى القرآن من عذاب يوم القيامة مُعْرِضُونَ (٣) لا يتفكرون فى جوازه عقلا ووجوبه سمعا بشهادة المعجزات ولا يستعدون لحلوله ويدعون من دون اللّه الهة بلا دليل.
قُلْ لهم يا محمد أَرَأَيْتُمْ الاستفهام للتقرير أى حمل المخاطب على الإقرار ما تَدْعُونَ أى ما تعبدونه مِنْ دُونِ اللَّهِ أصناما أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا ما استفهامية فى محل النصب على انه مفعول لخلقوا أو فى محل الرفع بمعنى اىّ شىء الذي خلقوه مِنَ الْأَرْضِ بيان لما أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ أم منقطعة أى بل الهم مشاركة مع اللّه فِي خلق السَّماواتِ الموصول مع صلته مفعول أول لارايتم وجملة أروني إلى آخرها مفعول ثان والمعنى أخبروني عن حال الهتكم بعد تأمل هل يتعقل انهم خلقوا شيئا من اجزاء العالم أو يتصور منهم ان يكونوا شركاء للّه فى الخلق يعنى لا يتصور