ج ٨، ص : ٤٠١
واستكبرتم عن الايمان يا معشر قريش وجواب الشرط وهو قوله ان كان من عند اللّه محذوف تقديره فمن أضل منكم أو ألستم ظالمين يدل عليه إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) وهى جملة مستأنفة فان قيل افعال الشرط اعنى كان من عند اللّه وكفرتم به وشهد شاهد من بنى إسرائيل فامن واستكبرتم كلها مجزوم ووقوعها فما وجه استعمال حرف ان فيها وهى تستعمل فى موضع الشك قلت ان الواو فى الجمل كلها للجمع واستعمل كلمة ان للتوبيخ وإيراد المجزوم موقع الشك للدلالة على انه لا يجوز عند العقل السليم الكفر مع كونه من عند اللّه والاستكبار مع شهادة أهل العلم وإيمانه فهو نظير قوله ان كنتم قوما مسرفين واللّه اعلم -.
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا عطف على قال الّذين كفروا للحقّ الآية لِلَّذِينَ آمَنُوا منهم أى فى حقهم لَوْ كانَ دين محمد صلى اللّه عليه وسلم خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ أخرج ابن جرير عن قتادة قال قال أناس من المشركين نحن أعزّ ونحن خير فلو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان فنزلت هذه الآية وأخرج ابن المنذر عن عون بن أبى شداد قال كانت لعمر بن الخطاب أمة أسلمت قبله يقال لها زنين فكان عمر يضربها على إسلامها حتى تفتن وكان كفار قريش يقولون لو كان خيرا ما سبقتنا إليه رنين فانزل اللّه فى شأنها هذه الآية وأخرج ابن سعد نحوه عن الضحاك والحسن وقال البغوي بناء على نزول الآية السابقة فى عبد اللّه بن سلام انه قال الذين كفروا من اليهود للذين أمنوا من اليهود لو كان دين محمد خيرا ما سبقونا إليه يعنى عبد اللّه بن سلام وأصحابه وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ أى بالقران كما اهتدى به أهل الايمان ظرف لمحذوف مثل ظهر عنادهم أو ضلوا وهو معطوف على قوله قال الّذين كفروا وعطف على محذوف تعلق به الظرف قوله فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (١١) الفاء للسببية فان هذا القول مسبب لظهور عنادهم وضلالهم وهو كقولهم أساطير الاوّلين يعنى أكاذيب الأولين يعنى اختلق هذا أهل الزمان السابق ثم تلقاه م نهم محمد -.